ساعة ذكية تُنذرك بحدوث نوبة صرع
تم في النصف الثاني من شهر نوفمبر / تشرين ثاني 2014 ، إطلاق ساعة ذكية أخرى أطلق عليها اسم "Embrace"، وهي مختلفة عن آخر ما انتجته شركة آبل وسامسونج وموتورولا، وتتميز بأنها قادرة على التقاط إشارات تحذر من يرتديها بإقتراب حدوث نوبة صرع .
وقد طور فريق ترأسته ( روزاليند بيكارد ) من معهد مساتشوستس التقني ساعة Embrace من خلال شركة فرعية اسمها Empatica. وتعمل الساعة على قياس النشاط الكهربائي للجلد كوسيط لمعرفة التغيرات العميقة في الدماغ، وتعتمد في ذلك على بيانات طبية جُمعت على مدار عدة سنين، وهي بدورها تُخبرنا بأي تغيرات قد تُنذر بوقوع أي نوبة صرع.
وتتمكن هذه الساعة كما هو حال الساعات الذكية الأخرى من جمع بيانات الحركة ودرجة الحرارة وتسمح لمرتديها من قياس النشاط البدني ومدى عمق النوم.
وقد بدأ العمل بفكرة هذه الساعة عندما كانت روزاليند بيكارد وزملائها يجرون دراسة حول الحالة العاطفية للأطفال الذين يعانون من التوحد، حيث كانوا يقيسون مقدار التيار الكهربائي المنقول في منطقة المعصم كجزء من الدراسة، فلاحظت بيكارد أن أحد الأطفال سجل ارتفاع مفاجئ في النشاط الكهربائي، وبعد ذلك بعشرين دقيقة حدثت لهذا الطفل نوبة صرع ، وتقول بيكارد: " لقد صدمت عندما ادركت أن هذه الأمور تظهر على المعصم".
نداء الاستغاثة
يتمثل الغرض الأساسي من ساعة Embrace في منع حالات الوفاة المفاجئة التي تحدث احياناً بسبب نوبات الصرع التي لا يُمكن تفسيرها، والتي لا يُمكن فهم أسبابها فهماً كلياً، لذا تزعم بيكارد أنه بإمكاننا فهم ما يلزم معرفته لتخفيض حالات الوفاة بعد وقوع أي نوبة صرع. وتضيف قائلةً: "يمكن تجنب الوفاة عند حدوث نوبة الصرع اذا وجد شخص يعرف كيف يتصرف بجانب الشخص المصاب بهذه النوبة" وتضيف: " لأنه لا يمكننا أن نفهم لماذا يحدث هذا، بيد أن البيانات التي تم جمعها قد تدلنا على التصرف الصحيح وقت وقوعها، مثل حالات توقف التنفس التي تؤدي إلى الوفاة ، فإن كان هناك شخص ما يعرف كيف يتصرف ذلك فذلك من شأنه أن يجعلك تتنفس من جديد "
لذلك تقوم ساعة Embrace بإرسال إنذار عن أي نوبة صرع على وشك الحدوث، إلى عائلة أو أصدقاء حامل الساعة الذين يتم انتقائهم مسبقاً، وذلك من خلال جهاز يشبه أي ساعة ذكية أنيقة. "اتذكر بعض الناس الذين كانوا يرتدون سوار معصم كبير الحجم للإنذار بنوبات الصرع عندما كنت طفلاً" تقول بيكارد "لا أحد يُريد أن يرتدي تقنية طبية متسمة بالقبح."
أشارت كاترين جانسين، طبيب في الجامعة الكاثوليكية في لوفين (KUL) في بلجيكا إلى أن بإمكان أي شكل من أشكال التوتر أن يؤدي إلى إشارات مماثلة لتلك التي تستقصيها ساعة بيكارد. "إلا أن المشكلة الرئيسية في تصميم هذه الأجهزة تكمن في الحصول على حساسية الكشف والنوعية الصحيحة. إن الفشل في كشف نوبات صرع أو الإنذارات الخاطئة هي مشكلات فعلية قد تحصل." كما تقول. لكن بالتأكيد هناك مستقبل زاهر لهذه الأجهزة.