خزانة الثياب الصغيرة اختيار الأشخاص الناجحين
تستحق الموضة السريعة تعرضها للانتقاد. إذ أن هاجس التعلق بنزعات الموضة (الأزياء) دائمة التغيير ما هو إلا ملاحقة مصطنعة خلقها أولئك الذين يستفيدون منها.
تعمل حركة "خزانة الثياب الصغيرة Capsule Wardrobe" ugn " على مواجهة ملاحقة الموضة بشكل محموم، وتسعى الحركة لتنشيط مبادئها في الوعي الإجتماعي من قبل شخصيات مشهورة ، مما أدى تزايد عدد الأشخاص الذين يطبقون مبدأ الحدود الدنيا فيما يتعلق بالملابس. وعلى صعيد آخر يشكك العديد من خارج هذه الحركة بها، فهم يتساءلون عن السبب الذي يدعو أحدهم بأن يختار وعن قصد ارتداء نفس الثياب كل يوم، خاصة إذا كانت الإمكانيات المادية خارج نطاق البحث.
ويقدم اتباع هذه الحركة ثماني أسباب مقنعة لإختيار مبدأ الخزانة الصغيرة :
1- قرارات أقل: من المعروف أن بعض القرارات السيئة التي يتخذها الشخص يعود الى الإرهاق الفكري الذي ينتج بعد سلسلة طويلة من اتخاذ القرارات، وبالنسبة للأشخاص الذين يصنعون قرارات هامة كل يوم، فإن استبعاد قرار عادي ـ كاختيار الثياب كل صباح ـ يفسح لهم مجالاً ذهنياً أوسع وإنتاجية أفضل طوال اليوم. وهذا ما يشكل الأساس لاختيارات محدودة للأزياء مما يعني المحاولة للتخفيض التدريجي لعدد القرارات، فلن يكون هناك ضرورة لقرارات حول الطعام أو الملابس، بسبب وجود الكثير من القرارات الأخرى التي يجب اتخاذها. ويتبع مارك زوكربيرغ صاحب موقع الفيسبوك طريقة مماثلة. إذا أن التخلص من اتخاذ قرار تافه أفي الصباح حول اختيار الملابس يفسح المجال الذهني لاتخاذ قرارات أفضل حول أشياء أكثر أهمية.
2- الإقلال من الوقت الضائع: لن ندرك كم تشكل مقتنياتنا عبئاً ثقيلاً إلى أن نبدأ بالتخلص منها. عندها سنكتشف فوراً حياة جديدة تتسم بالحرية والفرص. الوقت هو أكثر الفوائد التي يمنحها تقليص خزانة الثياب. حيث يصبح الاستعداد للخروج صباحاً أكثر سهولة وسرعة وفعالية.
3- توتر أقل: ماتيلدا كال ـ مديرة للفنون في مدينة نيويورك ـ تبين أن السبب في ارتدائها نفس الثياب كل يوم هو ضعف القرار والإقلال من الوقت للاستعداد للخروج، وتضيف سبباً آخر وهو الإقلال من التوتر، وبشكل خاص حو القرار الذي اتخذته في الصباح، هل كان ما ترتديه رسمي أكثر من اللازم أم أن ثوبها أقصر من اللازم، وتضيف بأنها تندم دائماً على ما اختارت ارتداءه صباحاً حالما تضع قدمها خارج المنزل. أما الآن فإنها بقميصها الحريري الأبيض والبنطال الأسود، قللت من مصادر التوتر خلال النهار.
4- الإقلال من الطاقة الضائعة: صنع كريستوفر نولان عدة أفلام ناجحة تجارياً وبرأي النقاد في أوائل القرن الحادي والعشرين. ولكنه، حسب مجلة نيويورك تايمز، قرر منذ فترة طويلة أن اختيار الملابس مجدداً كل يوم ما هو إلا تبديد للطاقة، لذلك فقد حسم أمره الآن على ارتداء جاكيت قاتم اللون فوق قميص أزرق وبنطال أسود، مع حذاء يمكن ارتداؤه كل يوم. يقدم كريستوفر فارقاً هاماً عندما يشير إلى "الطاقة الضائعة". فخزانة الثياب الكبيرة تحتاج للمزيد من القرارات، والصيانة، والترتيب، والغسيل، والتخزين.
5- الإحساس بالتنظيم: ديناي باراهونا ـ أم شابة من دالاس/تكساس. قامت هذا الربيع باستبدال خزانتها الممتلئة والفوضوية، بخزانة ثياب صغيرة فيها قطع متعددة الاستعمالات تحب ارتدائها. وتلخص الفرق بالعبارات التالية: "قبل أن تصبح خزانتي صغيرة، كانت أشبه بلائحة طعام في المطعم. لم تكن معظم خياراتي مناسبة لي أو صحيحة. أما الآن فخزانتي الصغيرة تشبه مطعماً راقياً. فقد أصبحت الخيارات أقل ولكنها تبدو كلها رائعة".
6- الرمز (الأيقونة): أليس غريغوري كاتبة تعيش في مدينة نيويورك. في العام الماضي، أعطت مقالتها لمجلة ج كرو معنى جديداً للأسباب وراء ارتداء زي موحد. وقد كان عنوانها (الأيقونة) إنها طريقة سهلة وزهيدة الثمن للإحساس بالشهرة. يمكن للزي الموحد أن يكون طريقة لإظهار النضج أو ـ بتعاطف أقل ـ لتمثيله. يوحي الزي الموحد بنوع الأولويات الرزينة التي تتحجر مع التقدم بالعمر، وكذلك بماضٍ مدروس من التغيير والتحسين.
7- كلفة أقل: تمتلئ خزائننا بالثياب والأحذية التي اشتريناها، ونادراً ما نرتديها. إن اختيار الخزانة الثياب الصغيرة، أو الزي الموحد يلغي الكثير من النفقات والهدر من جراء التجربة والخطأ في مشتريات الثياب، دون أن نذكر الوقت الضائع في تسوق أغراض ستعيدها لاحقاً.
8- المزيد من راحة البال: كتبت (درو باريمور) مقالاً حول المرحلة الجديدة من حياتها وعلاقاتها مع الثياب، ذكرت فيه أنها قاربت الأربعين من العمر، ولم تعد ثياب العشرين تبدو مناسبة بعد الآن. إنها على مفترق الطرق فيما يتعلق بالثياب وهذا مؤلم بعض الأحيان. وللتغلب على هذه المشاعر اتبعت باريمور "حمية للثياب"، حيث قامت بتقليص خزانة ثيابها وبشراء القطع بعد تفكير طويل، فأصبحت خزانتها "سعيدة وراشدة" بعد عدة أشهر. فلم يعد اختيار الثياب بمثابة خوض معركة وأصبح إحساسها بالأزياء الآن "أكثر هدوءاً ومزيداً من راحة البال".
إننا مجتمع تفرقه الممتلكات، يتطلع الناس للحرية والإنقاذ ويبحثون عن حلول جديدة، فلا عجب بأن حركة الخزانة الصغيرة تستمر بالتوسع.
يكتشف الذين يتبنون مبادئ الحدود الدنيا في خياراتهم بالنسبة للثياب، مزيداً من الإنتاجية وتناقصاً في التوتر وتشتت الانتباه والتكاليف ومزيداً من السلام.
ربما حان الوقت لتجربة ذلك بنفسك