تناول الأطفال للمضادات الحيوية قد يسبب البدانة لاحقا
وجدت إحدى الدراسات علاقة محتملة بين إعطاء الأطفال المضادات الحيوية وإصابتهم بالبدانة لاحقاً، وقد ركزت الدراسة على تأثيرات البنسلين ولكن يبدو أن المشكلة ليست بسبب البنسلين بحد ذاته بل بالضرر الذي يحدثه لأنواع معينة من البكتريا الحميدة في الجهاز الهضمي.
تم إجراء الدراسة على الفئران من قبل عالم الأحياء الدقيقة مارتن بليزر في جامعة نيويورك، حيث وجدت أن الأطفال الذين تناولوا المضادات الحيوية خلال الستة أشهر الأولى من عمرهم كانوا أكثر قابلية لزيادة الوزن في عمر 7 سنوات ،ويعتقد مارتن بليزر أن هناك فسحة من الزمن يتمكن من خلالها البنسلين من إحداث الضرر الأكبر على البكتيريا الحميدة وأن ذلك يتم ما بين عمر الستة أشهر والثلاث سنوات .
وقد أظهرت الدراسات في السنوات الأخيرة بأن جزءاً من الحياة السليمة يحتوي الميكروبات الحميدة، وأن هناك حوالي 100 تريليون نوع من البكتريا تعيش في جسم الإنسان النموذجي.
وجدت دراسة بليزر أن المضادات الحيوية التي تؤدي إلى تمزيق الميكروسوم في الفئران خلال الشهر الأول من العمر ينتج عنه 25بالمئة زيادة في الوزن لاحقاً، كما ظهر أنه يجعل تأثير الطعام الغني بالدهون أكثر سوءاً، وأن الذكور تتأثر به أكثر من الإناث .
وهنا لابد من توجيه السؤال للأهل: هل يجب عليكم ترك طفلكم المريض دون مضادات حيوية بسبب هذه النتائج ؟
يجيب نافيد ستار أخصائي طب الاستقلاب في جامعة غلاسكو بالنفي قائلاً: "في حين أن هذه النتائج جديرة بالاهتمام،إلا أن المضادات الحيوية للأطفال حديثي الولادة يجب أن تعطى على أساس الضرورات السريرية القصوى ، أما الوسيلة الأهم في معالجة البداية فهي طريقة الحياة التي يجب على الأهل الاهتمام بها لاحقاً لحماية طفلهم من الإصابة بالبدانة ."
يتفق بليزر مع ستار إلى حد ما بالقول: "عندما يكون الطفل مريضاً جداً فإن الأهل مرغمين على إعطائه المضادات الحيوية ولكن يجب الحرص على أن يكون ذلك لأقل مدة ممكنة لا تزيد عن يوم أو يومين."
ويعتقد الأطباء الذين يصفون المضادات الحيوية بأنها لن تسبب أي ضرر للطفل ولكن هذه الدراسة تقدم البرهان على أن ذلك ليس صحيحاً.
وفي سياق متصل تتخذ الحكومة الفدرالية الأمريكية إجراءات لمحاربة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وهذه إحدى نتائج الإفراط في وصف المضادات الحيوية.
وقد قام الرئيس الأمريكي أوباما مؤخراً بالتوقيع على أمر تنفيذي يبين التوجيهات إلى الدوائر و الوكالات الفيدرالية والتي نصت في قسم منها على أن ضبط تطور انتشار مقاومة المضادات الحيوية هو ضرورة قصوى للأمن القومي وأولوية للصحة العامة.