تعليم الأطفال التعامل مع القلق
سواء كان خوف الطفل من الماء أو من الحشرات يمكن للأفكار التالية مساعدته في مواجهة مخاوفه .
يمكن أن يكون التعامل مع القلق أمراً صعباً بالنسبة للأطفال ، فقد تحدث مشكلة في المنزل أو في المدرسة أو أثناء السباحة تؤدي إلى شعور الطفل بالخوف كلما واجه أمراً مماثلاً فمثلاً قد يتعرض الطفل لحادث ما أثناء السباحة وبعدها من المحتمل أن يرفض وضع رأسه تحت الماء من اجل الاستحمام.
من هنا لا بد من البحث عن حلول مناسبة وصحيحة لهذا النوع من المشاكل من اجل مساعدة الأطفال للتغلب بطريقة سليمة على مخاوفهم وقلقهم من بعض الأشياء .
يقدم الدكتور مورغاين بيكمان و هو طبيب نفساني مقيم في جامعة ايلينوي في بيوريا عدة اقتراحات لمساعدة الأطفال الذين يعانون من القلق من أجل التعامل مع مخاوفهم وهي:
1-عدم الإصرار على الأمر :
لا تحاول أن ترغم طفلك على مواجهة مخاوفه والقيام بالأمر الذي يخاف منه ،بل من الأفضل تركه يفعل ذلك بطريقته الخاصة، خاصة وأن معظم الأمهات والآباء لا يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل بطريقة صحيحة مع حالات القلق أو الخوف، أما إذا عرضت طفلك تدريجياً لمخاوفه سيكون أكثر قابلية للمشاركة في محاربتها و التغلب عليها في النهاية .
2-القيام بخطوات صغيرة :
ينصح الدكتور بيكمان بمواجهة الخوف تدريجياً ، وعلى سبيل المثال إذا كانت السباحة أو وضع رأسه تحت الماء أمراً مربكاً للطفل فيمكن أولاً البدء بغسل وجهه في الحمام أو المشي بخطوات بطيئة حول حوض الاستحمام كما يمكن جعل كل خطوة مسلية من خلال تحويلها إلى لعبة كأن يتم توقيت مدى قدرة الطفل على حبس أنفاسه خارج الماء ثم الوقوف تحت الدوش أثناء اللعب ثم في حوض الاستحمام و هكذا تدريجياً إلى أن يصبح الطفل مستعداً للنزول إلى حوض السباحة الكبير ، و يجب على الأهل المشاركة في اللعبة مع أطفالهم كي يعرفوا أنها آمنة وليست مخيفة .
3-عدم التقليل من شأن الطفل :
إن عدم الخوف من شيء ما كراشدين لا يعني أنه لا يخيف الصغار .
ننصح الأهل بأن يحاولوا مشاركة الطفل بقصة حدثت للأم أو للأب وذلك لتشجيعه على القيام بمحاولة لمواجهة خوفه و التغلب عليه ، يقول الدكتور بيكمان إن جعل الخوف أمراً عادياً يشكل خطوة هامة للتغلب عليه .
4-الإصغاء :
دع طفلك يعبر عن خوفه بصوته دون مقاطعة .
في بعض الأحيان يكون الخوف على غير ما نتوقع مثلاً الخوف من الحشرات الطائرة بدلاً من الخوف من النحل و إذا قفزت إلى الاستنتاجات قد لا تصل إلى حقيقة طبيعته .
يقترح الدكتور بيكمان تحديد الفكرة أو المعرفة الكامنة وراء الخوف مثلاً الكثير من الأطفال الذين يخافون من السباحة يظنون بأنهم سيموتون إذا حاولوا السباحة فمتى علمت بماذا يفكر الطفل يمكنك مساعدته على تغيير ذلك .
5-مهارة التكيف :
التقنية المفضلة للتهدئة عند الدكتور بيكمان هي " التنفس من المعدة " .
في البداية يستلقي الطفل على ظهره و يتظاهر بوجود شيء على بطنه أو يضع لعبته المحشوة المفضلة على بطنه ثم يطلب منه أن يتنفس شهيق و زفير من خلال المعدة و يسمى ذلك بالتنفس من الحجاب الحاجز، وهو يساعد الطفل على إبطاء تنفسه و التركيز على شيء آخر ومتى تمكن من التنفس بهذه الطريقة يمكن تركه يفعل ذلك وأحد أفراد العائلة يمسك به في بركة السباحة أو شجعه على القيام به بمفرده حين يشعر بالارتباك أو الخوف .
و يمكن الاستفادة أيضاَ من خيال الطفل كأداة فعالة إذا تخيل أن هناك غطاسون أو أسماك معه في الماء يمكن استغلال ذلك ليصبح التركيز بعيداً عن الخوف .
عندما يستجيب الطفل لهذا الوضع ينصح الأهل بتقديم بعض المحفزات الايجابية، وعندما يتم إنجاز كل خطوة جديدة نحو التغلب على الخوف يتم تكرار هذه المكافأة ،وهنا لابد من التأكيد على أهمية عدم إعطاء الطفل أي مكافأة في حال رفض الاستجابة للخطوة التالية أثناء القيام بهذه التقنيات . وتجدر الإشارة الى أنه كلما سارعت الأم او الأب لمساعدته أو تهدئته في كل مرة يعاني فيها أثناء التمرين عندها سيجد الراحة في ردود أفعالك و ليس في نجاحه شخصياً مما سيشجعه على تكرار المحاولة .
أخيراً يجب على الأهل أن يتذكروا أنهم ليسوا مضطرين للقيام بذلك بمفردهم، هناك العديد من الكتب للأهل و للأطفال للمساعدة في مواجهة القلق و الرهاب ، كما يرغب الكثير من المعالجين بالاجتماع بالأهل مرة أو مرتين لبحث الخيارات المختلفة لمساعدة الطفل على تجاوز مخاوفه .