تذكر أن الماء يتذكر
كلنا نعلم بأن الماء عصب الحياة وضرورة أساسية للاستمرارية على الأرض، لكن معظمنا لا يعلم أن الماء يملك ذاكرة ويسجل ما مر عليه.
عند دراسة الماء عن قرب، اكتشف العلماء أن كل قطرة ماء تختلف عن غيرها من ناحية الشكل حيث أن كل قطرة ماء لها نقشة خاصة فريدة عن غيرها من القطرات حتى لو تم أخذ العينات من نفس وعاء الماء. وعند القيام بتجربة أخرى تضمنت وضع زهرة في وعاء ماء وفحص عينة مكبرة من الماء ثم إعادة التجربة لكن باستخدام زهرة من نوع آخر ، تبين أن قطرات الماء تحمل شكل معين عندما ترتبط بالزهرة الأولى، في حين أن الزهرة الثانية تُسبب شكل آخر للقطرات مختلف تماماً عن الزهرة الأولى.
ويشبه الماء بذلك شريحة التخزين أو الحمض النووي للإنسان بقدرته الفريدة على حفظ المعلومات بحسب ما يمر عليه في رحلته إلى أن يصل إلى مرحلته الأخيرة والتي قد تكون في جسم الإنسان. وبالتالي نحن مرتبطون معاً من خلال الماء الذي نشربه حيث تنقل لنا قطرات الماء التجارب التي عاشتها فربما توحدُنا مع بعضنا البعض إذا قمنا بالشرب من نفس المصدر.
ولكن لا بد من أن نفكر أيضاً بتأثيرنا نحن على ذاكرة الماء، فعندما نكون في حالة قلق وتوتر، يجب أن نتذكر أن البلازما في دمائنا مكونة من الماء بنسبة ٩٠٪، هل يهون علينا أن تمر كل قطرات الماء الموجودة في جسمنا فبنفس الحالة من الاضطراب والإجهاد النفسي لتسري في جميع أنحاء الجسد؟
موضوع الماء بخصائصه العجيبة لا يزال تحت الدراسة والبحث من قبل علماء ألمان وغيرهم لكن في الوقت الحالي يكفينا أن نتذكر أن الماء يتذكر!
ويثير هذا الموضوع جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية ، وقد جاء في مقال حول ( ذاكرة الماء ) نشر في صحيفة الاتحاد بتاريخ 14 – 2 – 2019 ما نصه:
بنفست وذاكرة الماء
يقول لوك مونتانييه الحائز جائزة نوبل في الطب سنة 2008 وأحد الذين اكتشفوا فيروس السيدا(الايدز ) في شهادته عن الراحل بنفست قائلاً " جاك بنفست قضية مهمة جداً مثل قضية جاليلي ". في نهاية الثمانينات قدم جاك بنفست اطروحته وهي أن الماء يملك ذاكرة، بحيث يمكنه أن ينطوي على معلومات مثلما تفعل جزئية الحمض النووي في الكائنات الحية بل هو قادر على إرسال هذه المعلومات لمسافات بعيدة كما لو أنه موجة مغناطيسية. كانت هذه الأطروحة صادمة للمجتمع العلمي حتى أن المجلة العلمية الشهيرة " نيتشر " رفضت في البداية نشر مقال جاك بنفست ، ولم تقبل بذلك إلا عندما علمت أنه سينشر في المجلة المنافسة لها وهي " ساينس " الأمريكية كما يقول ابنه جيروم فنسنت في شهادته. ومع نشرها للمقال أرفقت معه ملاحظة تقول بأنها غير متأكدة من النتائج العلمية التي جاءت فيه.
بالنسبة لهذا الطرح الجديد ليس الماء مادة بسيطة كما يمكن أن يظن الجميع . بل هو في غاية التعقيد رغم بساطة تركيبته الكيميائية . إنه يتذكر كل التأثيرات الخارجية التي تعرض لها.
من الخصائص العجيبة للماء كذلك أنه المادة الوحيدة تقريباً فوق الأرض التي تتمدد عندما تبرد، بينما المواد الأخرى تنكمش عند انخفاض درجة الحرارة. وهذه الخصائص العجيبة هي التي سمحت للماء بأن يشكل كتلاً ثلجية تطفو فوق الوديان والبحيرات، ولولا ذلك لسقطت هذه الكتل إلى القاع وسحقت كل شيء في طريقها. ثم إنه المادة الوحيدة أيضاً التي تتحدى قوانين الجاذبية كي تصعد من الأرض إلى جذور النباتات وسيقان الأشجار
سنوات بعد وفاة بنفنست، وانطلاقاً من هذه الأفكار الطلائعية حول الماء، قام لوك مونتانييه بتجربة علمية أمام عدسات الكامرات تثبت تماماً ما قاله بنفنست من أن للماء ذاكرة. أخذ خلايا مصابة بالإيدز ومزجها مع الماء ثم استخلص هذا الأخير لوحده في أنابيب اختبار، فتبين أن الماء يرسل إشارات تختلف عن المياه العادية التي لم يتم مزجها بالخلايا المريضة . بالنسبة للعلم الكلاسيكي هذا شيء مستحيل لأن الماء شيء محايد ولا يمكنه أن يحتفظ بأثر الشيء الذي سبق أن وضع فيه أم احتك به . أما بالنسبة للعلوم المعاصرة المتأثرة بنتائج الثورة الفيزيائية الكوانطية ، فالماء يمتلك القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات وإرسالها ، فكل شيء خالط الماء إلا ويترك أثره فيه . وكما قال أحد العلماء فإن الماء يشبه قرصاً صلباً يخزن كل المعلومات التي مرت منه.
رغم القيمة العلمية لهذه الأطروحة عاش بنفست يصارع المجتمع العلمي ، من اجل الإقناع بأطروحته التي لم يقتنع أحد بها ، واعتبرت مثل نظرية علمية زائفة ، كما نظر لصاحبها ، كمهرطق ولم ينل الاعتراف الذي يستحقه ، حيث عاش سنوات من عمره معزولاً في فرنسا ، إلى أن جاء مواطنه لوك مونتانييه الذي سبقت الإشارة اليه فأثبتا بتجارب قاطعة ماسبق أن قال به بنفست .
تجربة ماسارو إموتو
كانت لأطروحة بنفنست حول «ذاكرة الماء» أصداء عند بعض العلماء غير التقليديين، والذين لا ينحصر فكرهم ضمن النموذج الأكاديمي المتفق عليه. ومن بين هؤلاء الياباني ماسارو إيموتو الذي قام بتجربة غريبة ما زالت إلى يومنا هذا تثير التساؤلات. أخذ ثلاثة أكواب ووضع بكل واحد منها شيئاً من الأرز منقوعاً في الماء، ثم أخذ بعد ذلك كل صباح يخاطب الكأس الأولى بكلمات جميلة، بينما يوجه للكأس الثانية كلمات نابية، أما الكأس الثالثة فلا يتفوه أمامها بشيء. ومع مرور الأيام لاحظ أن الكأس الأولى ما زالت المياه فيها صافية والأرز أبيض. بينما أخذت المياه في الكأس الثانية تفسد والأرز يسودّ، ونفس الشيء بالنسبة للكأس الثالثة وإن كان بدرجة أقل مقارنة مع السابقة.
وهذه التجربة حسب إيموتو تدل على أن الماء يستجيب لأفكار ولعواطف الإنسان. إن ما يؤكد هذه الأطروحة في نظره هو تغير أشكال بلورات المياه التي تتبدل حسب ما يقال لها من كلام جميل أو قبيح، أو بحسب ما تسمعه من موسيقى، أو يتلى عليها من صلوات. فحينما تتلقى مشاعر إيجابية تكون بلورات المياه في شكل هندسي بديع. أما حينما تتلقى مشاعر سلبية فتكون البلورات مشوهة.
في كل الأحوال يبدو أن الماء ليس فقط هذه المادة التي سمحت للحياة بالتواجد والتطور على الأرض، بل هو إضافة لذلك يتصرف ككائن حي. إن هذا مثال حي لواحد من الفتوحات الكبيرة التي قامت بها الفيزياء الكوانطية، وهي أن الوعي يؤثر على المادة، وأن الإنسان ليس مجرد ملاحظ كما تقول الفيزياء الكلاسيكية بل هو مشارك مندمج مع الطبيعة.