ما معنى بريكست؟
بريكست Brexit كلمة تعبّر عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، وهي نتاج جمع كلمتين: Britain من بريطانيا و exit أي خروج، وبالتالي تغيير علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوربي حول أمور التجارة والأمن والهجرة. كانت بريطانيا تناقش ايجابيات وسلبيات العضوية في مجتمع البلدان الأوربية تقريبا منذ اللحظة التي طرحت فيها هذه الفكرة. أجرت أول استفتاء على العضوية فيما كان يعرف آنذاك باسم السوق الأوربية المشتركة. في عام 1975م، بعد أقل من ثلاثة أعوام على انضمامها، أيّد 67% من الناخبين البقاء في السوق. في عام 2013م، وعد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون باجراء استفتاء وطني حول عضوية الاتحاد الأوربي، مع فكرة تسوية المسألة مرة واحدة والى الأبد. الخيارات التي قدمت كانت واسعة وغامضة: البقاء أو المغادرة. وكان السيد كاميرون مقتنعا أن " البقاء" سيفوز بسهولة .
صوّت البريطانيون في 23 حزيران/ يونيو 2016م، حيث جعلت أزمة اللاجئين الهجرة موضوعا للغضب السياسي في جميع أنحاء أوربا، وسط اتهامات بأن حملة الانفصال اعتمدت على الأكاذيب وقوانين الانتخابات المخالفة. وفاز بريكست غير المحدد بنسبة 52% من الأصوات. لم يقتصر الأمر على عدم حل هذا النقاش، بل نجح أيضا في طرح سؤال متشابك للغد حول ما يجب أن يأتي بعد ذلك. بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام من النقاش والتفاوض، يبقى ذلك السؤال بدون اجابة.
تعدّ أوربا أهم أسواق التصدير البريطانية، وأكبر مصدر للاستثمار الأجنبي. وقد ساعدت عضوية الاتحاد الأوربي لندن على ترسيخ مكانتها كمركز مالي عالمي. ان الاعلان، أو على الأقل، التهديد من شركة كبرى لمغادرة بريطانيا بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي أمر شائع. قائمة الشركات التي تفكر في الانتقال تشمل إيرباص التي توظف 14 ألف شخص، وتدعم أكثر من مئة ألف وظيفة أخرى. توقعت الحكومة أنه خلال 15 عاما، سيكون اقتصاد البلد أصغر من 4% - 9% في ظل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، مقارنة بالاتحاد، واعتمادا على كيفية الخروج. وكانت السيدة ماي وعدت أن تنهي بريكست حرية الحركة، وحق الأشخاص من أماكن أخرى في أوربا في العيش والعمل في بريطانيا، والعكس. كان هذا انتصارا لبعض الأشخاص من الطبقة العاملة الذين يرون أن الهجرة تشكل تهديدا لوظائفهم، لكنها تبعث على التشاؤم لدى البريطانيين الشباب الذين يأملون في الدراسة أو العمل في الخارج.