الى أين يتجه طلبة الجامعة بعد تخرجهم؟
يبدو أن طريقة تفكير الطلبة الذين يدرسون خارج بلادهم، في البلد الذي سيعيشون فيه، تؤثر في خططهم المستقبلية بعد التخرج من الجامعة. وتبعاً لدراسة لباحثين من جامعة بريتش كولومبيا كندا، فإن معظم الدراسات كان تركز على أين يتجه الطلبة ليدرسوا، مقابل دراسات قليلة عن أين سيتوجهون بعد التخرج.
الدراسة التي نشرت في مجلة Geforum اعتمدت على مقابلات مع أكثر من 200 طالب من أكثر من 50 بلداً درسوا في جامعة بريتش كولومبيا بين عامي 2006م و2013م. وقد أظهرت أن لدى الطلبة أربع طرائق في التفكير عن بلدهم المستقبلي: كمكان إقامة، كوطن، كعالم، كمكان غامض. وبينت أن مفهوم الطلبة لمكان الإقامة يؤثر في قرارهم للبقاء في بلد الدراسة، أو العودة للوطن، أو الانتقال إلى بلد آخر، أو الانتقال إلى مكان آخر في البلد الذي درسوا فيه.
ويقول الباحثون أننا نميل إلى الاعتقاد بأن الناس يهاجرون تبعاً لعامل واحد هو الوظيفة المعروضة، أو الالتزامات الأسرية. لكن هذا العامل لوحده غير كاف. فالأكثر أهمية لدى الطلبة في اتخاذ القرار هو كيف يفكرون في بلدهم المستقبلي، إذ يحدد ذلك أين يتطلع الخريجون للعمل، وأين يؤسسون لعلاقات وثيقة.
اذا فكر الطلبة في بلد الدراسة كوطن، فالقرار هو البقاء. ومن بين 232 طالباً جرى مقابلتهم، خطط 16% منهم للبقاء في كندا، كارتباط عاطفي، أو علاقات شخصية أو عائلية أو نتيجة لاضطرابات سياسية في بلدهم الأصلي. واذا فكروا ببلدهم كوطن، فإنهم يعودون إليه.وقد قال 27% تقريبا من الطلبة انهم سيعودون الى بلدهم. الطلبة من الولايات المتحدة وفرنسا واستراليا، خططوا للعودة لعلاقات اجتماعية وعائلية، وبعض الطلبة من الصين واليابان كان قرارهم بالعودة، جزئياً، بسبب حواجز اللغة، والصعوبة في التأقلم مع الثقافة المحلية أو التمييز.
57% من الطلبة كانوا منفتحين تجاه خطط الهجرة، بما في ذلك الانتقال الى أي بلد، بخاصة وان العديد منهم كانوا عاشوا في بلدين أو ثلاثة قبل القدوم للدراسة في كندا. بالمقابل فان معظم الطلبة الذين قالوا ان علاقتهم ببلدهم غامضة، قالوا إنهم لا يشعرون بالانتماء إلى أي مكان، و باضطراب الهوية، ويقولون ان الوطن هو العالم، وهو المكان الذي يوجد فيه سرير للنوم.
ويقول الباحثون أن فهم دافعية الطلبة الذين يدرسون في الخارج وخبراتهم، بخاصة في ضوء المنافسة العالمية لاجتذاب العقول، ستساعد في التخطيط لموضوع المنح وسياسة الهجرة.