الحيوانات الطائرة لتصميم رابوطات طائرة أفضل
يتزايد في العالم اليوم انتشار الطائرات بدون طيار التي أصبحت تستخدم في العديد من المجالات العسكرية والمدنية. وللمساعدة في تصميم طائرات أفضل لمهام مختلفة، يلجأ العلماء إلى تقليد خصائص في الحيوانات الطائرة. وعلى حد قول ديفيد لينتنك الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، فإنه يوجد كثير من الحيوانات الطائرة التي تلهم العلماء في هذا المجال. إذ يوجد أكثر من 10 آلاف نوع من الطيور، و 4 آلاف نوع من الخفافيش، وأكثر من مليون نوع من الحشرات، تطورت جميعها عبر ملايين السنين لتنشر أجنحتها وتنطلق الى الجو. ومعظم تكيفات هذه الأنواع لم تدرس حتى الآن. ويقول لينتنك، ان معظم الناس يعتقدون أنه بمجرد معرفتنا بكيفية تصميم الطائرات، فإننا نكون نعرف كل شيء عن الطيران. وللأسف فإن معرفة الناس بتصميم الطائرات والصواريخ، دفعت الكثيرين منهم الى التوقف عن التفكير في الحيوانات الطائرة كما كانت عليه في الماضي. والآن، ومع تزايد الاتجاه نحو تصميم رابوطات طائرة صغيرة الحجم قادرة على الطيران والمناورة في مختلف الظروف، ويمكنها تأدية مهمات متنوعة، ازداد توجه العلماء نحو دراسة آليات الطيران عند الحيوانات الطائرة وطبيعة تركيب أجسامها.
ومن بين عشرات الدراسات الحديثة في هذا المجال، دراسة بحثت في كيفية طيران البومة دون احداثها لأي صوت، وأظهرت أن الأجنحة الكبيرة للبومة وشكل الأجنحة وملمس الريش ونمط تنظيمه تعمل جميعها لتوفر للبومة طيرانا صامتا. ودراسة أخرى على طائر الفرقاط البحري القادر على الطيران لعدة أيام دون توقف، أظهرت أنه يأخذ غفوات قصيرة أثناء الطيران يريح فيها كلا نصفي المخ في الوقت نفسه. وفي دراسة ثالثة لتعرّف قدرة ذبابة الفاكهة على الاستمرار في التحليق بالرغم من حدوث تلف في أجنحتها، أظهرت ان الذبابة تعمل على تكييف وضع الجناح وحركات الجسم للاستمرار في الطيران حتى لو فقد نصف الجناح.
ويقول لينتنك ان الخبرات من دراسة الحيوانات الطائرة ستوفر للعلماء مستقبلا القدرة على تصميم رابوطات تطير دون إحداث أي صوت، وتكون أكثر كفاءة في عملها، وقادرة على الطيران لفترات طويلة وفي مختلف الأجواء باستهلاك القليل من الطاقة، وقادرة على الاستمرار في الطيران رغم حدوث تلف في أجنحتها.