إرشادات لحماية أبنائنا على الانترنت
تزداد أهمية التكنولوجيا وتطبيقاتها في حياتنا اليومية يوماً بعد يوم، فقد دخلت التكنولوجيا وملحقاتها بقوة في حياة الصغار والكبار وأوجدت لنفسها مساحات كبيرة فيها. لقد كان وجود الحاسوب في المنزل سابقاً يعتبر ميزة، أما الآن فقد استبدل بحاسوب نقال أو لابتوب شخصي موصول بشكل دائم بالإنترنت، بعد أن كانت الإنترنت مقتصرة على الجامعات ومقاهي الإنترنت. كما أن عدد أجهزة اللابتوب في المنزل أصبح بعدد أفراد الأسرة، فضلاً عن استبدال أجهزة الهاتف الخلوي القديمة بأجهزة من عائلة الهواتف الذكيّة، ليتصفح كل منا الاخبار والبريد الإلكتروني بشكل أسرع، ويشارك في مواقع التواصل الاجتماعي على مدار ال24 ساعة.
لقد أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، ولم تعد تقتصر على فئة عمريّة محددة، فالمدارس والجامعات تدمج أدوات التكنولوجيا كالحاسوب والإنترنت في فصولها، لذلك لا نستطيع أن نعزل أبنائنا عن هذا العالم، وبنفس الوقت نريد السلامة لهم، فمسألة توفر السلامة وسط هذه البيئة مسألة فائقة الأهمية تشغل بال الجميع، والسؤال الذي يتبادر الى الأذهان: كيف نحمي أبناءنا من الانترنت؟
بداية يجب أن نتفق بأن المرحلة العمرية هي التي تحدد آلية وشكل التعامل الأنسب مع تلك المرحلة، فمرحلة الطفولة لها خصوصية معيّنة تختلف كليّاً عن مرحلة الشباب.
أولا: مرحلة الطفولة:
إن محاولة منع طفلك من استخدام الانترنت قد يعود بنتائج سلبية لا بل قد يزيد من جاذبية الرغبة باستخدامها بحيث يكون البديل عن ذلك مشاركته فيما يفعله على الإنترنت قدر الإمكان. ففي عمر معيّن قد يسمح لك طفلك بالجلوس بجانبه وإطلاعك على ما يفعله على شبكة الإنترنت، إلا أن ذلك لا يغني عن مراقبته عن طريق تنزيل برامج تسجّل لك المواقع التي زارها طفلك والأوقات التي قضاها وهو يقوم بالإطلاع على هذه المواقع. وتوجد عدة برامج مجانية أو مدفوعة تُستخدم لحماية الطفل من مخاطر الانترنت، والمواقع غير المرغوبة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يوجد برنامج We-Blocker يستخدم لمنع تشغيل واستعراض المواقع الإباحية، اذ يقوم بمنع فتح واستعراض وتصفح ما يقارب 90 % من المواقع الإباحية المعروفة مع إمكانية إضافة أي موقع غير معرّف عند البرنامج لمنعه في المستقبل. وهناك برنامج i-Stealth الذي يسجّل ما يفعله الأطفال على الحاسوب كالرسائل الالكترونية والمواقع التي تم زيارتها والوقت المستخدم
وهناك برنامجChild Web Guardian ، الذي يتأكد من مضمون الصفحات التي يتصفحها الأطفال، فإذا كانت ذات محتويات لاأخلاقية يقوم بحجبها تلقائياً بطريقة البحث عن الكلمات غير الأخلاقية مع الاحتفاظ بعنوان هذا الموقع، وهو متوافق مع جميع إصدارات ويندوز، و Ghost Keylogger ، ويسجّل جميع العمليات حتى الكلمات التي تكتب ويرسلها إلى بريدك الالكتروني.
واليك بعض القواعد الذهبية التي يمكن اتباعها وتناسب معظم الأطفال:
1) شجّع طفلك على الإبلاغ عن أي سلوك غير لائق أو تهديد يتعرض له، فالأبوان هما ملجأ الطفل ولا بد من إشعاره بذلك.
2) اجلس مع طفلك وتحدث معه بصراحة عن كيفية الاستخدام الايجابي للإنترنت، وإذا استخدمت برامج معينة لمنع دخول الطفل على بعض المواقع فيجب التحدّث معه بشأن هذا الأمر ليفهم لماذا قمت باتخاذ هذه الخطوة.
(3 تحدّث مع طفلك بضرورة الحفاظ على معلوماته الشخصية (كاسمه أومدرسته أوعمره أو رقم هاتفه أو عنوانه) وعدم الكشف عنها لأي شخص كان، وكذلك عدم الكشف عن كلمات المرور، حتى لأصدقائه.
4) قم بتوعية طفلك بعدم قبول رسائل البريد الالكتروني أو فتح ملفات أو صور من أشخاص لا يعرفهم، لأن ذلك قد يؤدي إلى مشكلات الفيروسات أو الرسائل المضرّة.
5) حاول إعطاء طفلك مساحة من الحرية ليتعزز مفهوم الثقة بينكما، بمعنى عدم القيام بمراقبة كل خطوة يقوم بها أثناء استخدامه للحاسوب لكن عليك بالمراقبة من وقت لآخر.
6) ابحث وقم بتجهيز قائمة بالمواقع الجيدة المفيدة لطفلك ليدخل إليها مباشرة.
7) فعّل دور طفلك ليقم بتعريف باقي أفراد الأسرة بما يكتسبه من معرفة من خلال الإنترنت، ومشاركة المعلومات المفيدة، والتحذير من المخاطر التي يكتشفها.
ثانيا: مرحلة الشباب
وهي المرحلة الأصعب، فلن يسمح ابنك لك كأب أن تجلس بجانبه وتراقب ماذا يفعل، فهذا يُعتبر انتهاكاً لخصوصيته، وتعدّ على حريته الشخصية، فحاول أن تكون صديقاً لابنك على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن لم يقبل ابنك بضمك إلى لائحة أصدقائه فإن ذلك يعني أن شيئاً خاطئا يحصل. وعليك بالحوار مع ابنك فهو من أفضل الوسائل المتبعة لمثل هذا العمر، فتحدّث معه عن ضرورة الوعي بقضايا التصفح الآمن للانترنت والذي لا يزال منخفضا نسبيا بين الشباب، فالوعي لدى المستخدمين بأن الاتصال بأي نقطة سواء كانت سلكية أو لاسلكية للإبحار في الإنترنت قد يترتب وراءه تطبيقات مهمتها التنصت على البيانات العابر