مقاومة التكنولوجيا
في التاسع من تشرين أول / أكتوبر 1779م، تمردت مجموعة من عمال النسيج الانجليز في مانشستر ضد ادخال الآلات التي هددت حرفتهم الماهرة. كان هذا هو الأول من أعمال شغب "لوديت" العديدة التي حدثت. تشير كلمة لوديت Luddites الى النساجين وعمال الحياكة البريطانيين الذي اعترضوا على ظهور الأنوال الآلية واطارات الحياكة، والذين يطلق عليهم أيضا "محطمو الآلات". وبصفتهم حرفيين مدربين تدريبا عاليا، شكلت الآلية الجديدة التي يمكن أن يعمل فيها عمال بتدريب بسيط، تهديدا لكسب عيشهم. وبعد عدم تلقي أي دعم من الحكومة، تولوا الأمور بانفسهم.
اليوم يستخدم هذا المصطلح غالبا للتعبير عن الأشخاص الذين لا يحبون التكنولوجيا الجديدة. وقد نشأ المصطلح على اسم متدرب شاب اسمه Ned Ludd تولى الأمر بنفسه ودمّر جهاز نسيج في عام 1779م، ليتبعه بقية العمال. لم يكن هؤلاء العمال كما يتم تصويرهم في كثير من الأحيان، ضد مفهوم التقدم والتصنيع على هذا النحو، لكن بدل ذلك كانت فكرة الميكنة تهدد سبل عيشهم والمهارات التي قضوا سنوات في اكتسابها. في محاولة، على الأقل لجعل عملية الانتقال أكثر سلاسة، سعى اللوديت في البداية الى اعادة التفاوض على شروط العمل بناء على الظروف المتغيرة في مكان العمل، وشملت بعض الأفكار والطلبات الأخذ بالحد الأدنى للأجور. وكان القصد من تكسير الآلات وضع أرباب العمل تحت الضغط من أجل تلبية مطالبهم. لكن الاستجابة التي واجهوها كانت سريعة ووحشية. ولعدم وجود نقابات، كانت الوسيلة الممكنة في أيديهم تكسير الآلات.
في عام 1811م حدثت أعمال شغب في جميع أنحاء بريطانيا، وتم تحطيم مئات الآلات. وجاء تدخل الحكومة البريطانية بارسال قوات الجيش الى المناطق المتضررة، مما أجبر العمال على قتال الجيش. وقد ألقي القبض على الكثيرين، وشنقت مجموعات كبيرة منهم، أو نقلوا الى استراليا لقضاء عقوبتهم. بحلول عام 1813م تضاءلت الأنشطة لتختفي المجموعة بعد سنوات قليلة. وعلى مدى السنين التالية حدثت كثير من أعمال العنف بشكل متقطع وبأشكال مختلفة.