كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على مكان العمل في المستقبل؟
كما هي الحال في التطورات التكنولوجية الأخرى، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زيادة إنتاجية السلع والخدمات ، ومع التطور التكنولوجي الجديد، سيتم برمجة الآلات لتنفيذ مجموعة واسعة من المهام المعرفية غير المتكررة، بينما يمكن استخدام الروبوتات المتقدمة في أداء المهام اليدوية.
بصرف النظر عن زيادة الإنتاجية، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي سيؤدي حتماً الى خفض التكلفة في مكان العمل، ولكن بالمقابل سيؤثر سلباً على الاف العمال الأفراد.
تشير الدراسات إلى أن الآلات ستؤثر على كيفية أداء العمل في المستقبل مما سيؤدي الى تسريع الاستغناء عن العمال والموظفين في بعض المجالات ، أما في مجالات معين مثل الطب والتعليم، ستتولى الأجهزة عددًا من المهام وتؤديها بتنسيق وثيق مع البشر .
هل يمكن للآلات والبشر العمل معًا لزيادة الإنتاجية والكفاءة؟
إن التأثير النهائي للذكاء الاصطناعي في مكان العمل في الوقت الراهن قليل، على الرغم من وجود حالات مستقلة من الروبوتات والأتمتة التي تحل محل البشر في أداء مجموعة متنوعة من المهام، الا انه من المتوقع أن يحقق الذكاء الاصطناعي عدداً لا يحصى من الفوائد لأنه سيزيد من قدرات العمال، لكن آخرين يخشون أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في العمل حيث سيؤدي الى فقدان الاف بل ملايين الوظائف في المستقبل القريب ، وعلى سبيل المثال يمكن أن تحل المركبات ذاتية القيادة محل ملايين من سائقي الشاحنات في معظم أماكن العمل.
وبالمقابل يمكن في بعض المجالات أن تعمل الآلات والبشر معًا من أجل إنتاجية أكبر وضمان الكفاءة في أداء المهام مثل التشخيص الطبي الذي يشتمل عادةً على تحديد كيفية ارتباط المعلومات الخاصة بمريض معين بنمط مميز لمرض معين، الأمر الذي يمكن للآلات التعامل معه بشكل مثالي.
علاوة على ذلك، فإن الآلات المبرمجة للتعامل مع السجلات الرقمية ونتائج ملايين المرضى تساعد في تقديم توصيات لإجراء مزيد من الاختبارات أو العلاج، وستكون المهمة الأساسية للطبيب نقل وتفسير نتائج التشخيص للمريض.
وقد أظهرت عدة دراسات في العديد من المجالات أن أفضل النتائج سيتم تحقيقها عندما يحظى البشر بدعم الآلات الذكية، لذلك يمكن أن تتحد الأجهزة المتطورة مع البشر في المستقبل لأداء الأعمال الحسابية في مكان العمل مع ترك واجبات أخرى أقل تعقيداً للعمال الأفراد.
هل سيتولى الذكاء الاصطناعي (الأتمتة) مهن "معرفية" ذات مردود جيد؟
من المرجح أن تؤدي الآلات إلى تعطيل العديد من المهن "المعرفية" ذات المردود الجيد، وربما أكثر من المهن التي تمت خسارتها بسبب العولمة، وتشمل بعض المهن ذات المردود الجيد المعرضة لذلك أخصائي الأشعة ومعدّي الضرائب ومسؤولي التأمين والمحللين الماليين والمترجمين والمساعدين القانونيين، فضلاً عن بعض مهندسي البرمجيات والصحفيين.
الخلاصة
إن استخدام الذكاء الاصطناعي في مكان العمل يصبح ببطء حقيقة لا مفر منها. وكما هي الحال لأي تطورات تكنولوجية أخرى، يأتي التطوير الجديد مع عدد من الفوائد، لكنه يتسبب أيضًا في بعض المخاوف في مقدمتها البطالة وفقدان الوظائف .
ومع ذلك يمكن معالجة هذه المخاوف من خلال البحث عن طرق لزيادة كفاءة البشر وزيادة معرفتهم وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم لتمكينهم من الاستعداد والموائمة مع التغيير الوشيك في بيئة مكان العمل وهو الخطر الوشيك الذي سيؤدي الى فقدانهم لوظائفهم .