عندما تخسر المدارس الملايين بسبب التنمّر والتحيّز
عندما يتغيب الأطفال عن المدرسة لتجنب التعرض للتنمر، فان العديد من الولايات الأمريكية تخسر عشرات الملايين من الدولارات كتمويل مفقود، فكاليفورنيا لوحدها تخسر نحو 276 مليون دولار سنويا لأن الأطفال لا يشعرون بالأمان في المدارس.
دراسة لباحثين من جامعة تكساس/أوستن نشرت في مجلة School Psychology Quarterly سلطت الضوء على التكلفة الخفية للتنمر التي تتحملها المدارس في الولايات التي تستخدم رقم مجموع الحضور اليومي للأطفال للمدارس لحساب مخصصات تمويل المدارس العامة. وبالتالي فإنه عندما يخاف الأطفال الذهاب الى المدرسة نتيجة استهداف زملائهم لهم بسبب التحيز ضد العرق أو الجنس أو الدين أو الإعاقة أو الميول الجنسية، فإن المدارس تخسر ملايين الدولارات كل سنة بسبب هذا التغيب. ويقول الباحثون ان التنمر مشكلة اجتماعية كبيرة، ليس فقط لكونها لا توفر مناخا صحيا للأطفال، لكنها أيضا تقوّض المدارس والمجتمعات.
في الولايات المتحدة، تستخدم بعض الولايات، بما فيها تكساس والينوي وكاليفورنيا، صيغة تعرف باسم متوسط الحضور اليومي للأطفال لتخصيص أموال الدعم للمدارس. فالمدارس التي تتلقى الدعم على أساس إجمالي عدد الأطفال المداومين ، تحصل على أموال أقل عندما لا يحضر الأطفال للمدرسة لأي سبب.
شملت الدراسة طلبة الصفوف 7،9،11 من نحو نصف مدارس كاليفورنيا، واعتمدت بيانات إحصائية للسنوات 2011 – 2013م، وحسبت متوسط التمويل المخصص لكل طالب لكل يوم ( 50 دولار تقريبا). وقد أظهرت النتائج أن 10,4% من الأطفال تغيبوا ليوم واحد في الشهر الماضي لعدم الشعور بالأمان، وهذا يعني تغيب 301 ألف طفل للشعور بعدم الأمان، وفقدان المدارس العامة في كاليفورنيا 276 مليون دولار، سنويا.ً
التحيّز أيضا مكلف. فنصفالاالاطفاللمتغيبين (45% تقريبا) قالوا انهم تغيبوا لعدم الشعور بالأمان بسبب استهدافهم نتيجة التنمر. وبحساب المبالغ التي تخسرها مدارس كاليفورنيا كل سنة يتبين أنها تخسر 78 مليون دولار للتنمر بسبب العرق، 54 مليون دولار بسبب الدين، 54 مليون دولار بسبب التحيز الجنسي، 62 مليون دولار بسبب الميول الجنسية، 49 مليون دولار بسبب الإعاقة. وأفاد العديد من الأطفال بتعرضهم للتنمر في أكثر من واحدة من هذه الفئات.
ويقول الباحثون أن ليس جميع الأطفال الذين تعرضوا للتنمر تغيبوا عن المدرسة، إذ أن 19% من الأطفال الذين تعرضوا للتحيز بسبب التنمر لم يتغيبوا. ومع ذلك فإن تأثيرات أخرى قد تحدث لمثل هؤلاء الأطفال مثل الاكتئاب والقلق وضعف الإنجاز الأكاديمي والشكاوى الصحية. ويشير الباحثون الى أن هناك خطوات واضحة يمكن للمدارس إتباعها لتكوين بيئة آمنة في المدرسة، منها التدريب المهني ومقاومة التمييز العرقي.