على طريق عمل موسوعة لخلايا التذوق
في إنجاز علمي بالغ الأهمية، توصل علماء من مركز مونيل للحواس الكيميائية / الولايات المتحدة، الى تحديد المجموعة الكاملة من الجينات في أنواع مستقبلات التذوق. ويوفر الإنجاز للعلماء كنزاً من المعلومات يساعدهم في تحديد كيف يقوم كل نوع من خلايا مستقبلات التذوق بوظيفته المحددة. ويقول العلماء ان نظام التذوق يمثل في كثير من الحالات حارس بوابة التغذية، وان هذاالاالانجازعمق المعرفة في كيفية عمل خلايا التذوق، بما يساعد في ابتكار طرائق للتعامل مع التذوق وتعزيز الأكل الصحي.
تحتوي براعم التذوق على ما بين 50 – 100 خلية متراصة ومتنوعة بشكل مدهش. وفي كل من هذه البراعم تراكيب حسّية تحتوي على أنواع عدة، وأنواع فرعية، من خلايا مستقبلة للجزيئات ذات الطعم، ولكل منها وظيفة متخصصة. ويعلم العلماء أن بعض ما يسمى خلايا النوع الثاني من خلايا التذوق تستجيب لمركبات الطعم الحلو أو اللذيذ. في حين أن أنواعاً فرعية أخرى من النوع الثاني تستجيب للطعم المر. وبالمثل يمكن لخلايا النوع الثالث الاستجابة لكل من الطعم المالح أو الحامض أو أحياناً لكليهما. لكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي تعلمه عن كيف يمكن لهذه الأنواع المختلفة من الخلايا تمييز وترجمة المعلومات من جزيئات الطعم، ثم تنشيط العصب ليحمل هذه المعلومات الى الدماغ.
من خلال تحديد الجينات لأي خلية تذوق، يمكن للعلماء تحديد المكونات الجزيئية الفريدة اللازمة لهذه الخلية لتقوم بوظيفتها. ويشار الى أنه، ولعوامل تقنية، وفرت دراسات سابقة معلومات محدودة فقط عن مكونات جزيئية محددة مرتبطة بكل نوع من أنواع خلايا التذوق. في الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة SCIENTIFIC REPORTS توصل العلماء باستخدام تقنيات متطورة الى تحديد جميع الجينات المسؤولة عن عملية التذوق، سواء من حيث الاستجابة لمنبه التذوق أو التواصل مع الخلايا الأخرى. ويقولوا ان المعلومات المفصلة التي أمكن توفيرها ستساعد العلماء في معرفة كيف تعمل خلايا التذوق سواء عندما تكون سليمة أو عندما تتأثر بتلف أو مرض. ويقول العلماء أنه أصبح بامكانهم الآن صياغة فرضيات أفضل عن الأسئلة المفتوحة حول عملية التذوق، والتوصل الى فهم أفضل عن كيفية تأثير الغذاء والعمر وغيرهما من العوامل في نظام التذوق.