عام 2016 بداية التحول العالمي نحو التعليم الالكتروني
إن كان هناك شيءٌلامفر منه في المستقبل،فهو بزوغ نجم التعليمالاالالكترونينرى شهرياً ظهور خيارات التعليم الجديدة عبر الشبكة، ونلاحظ أن بيئة الصفوف التقليدية تسعى أكثر من أي وقت مضى إلى إدراج تقنيات جديدة في منهاجها،حتى أن فئة التعليم الالكتروني عُرضة للتأثر بعدة من هذه الصيحات والتقنيات، لذا فإن الموضوع أمر وقت فحسب قبل أن نشاهد منهجيات واستراتيجيات جديدة كلياً تنبثق من هذا المجال الهام. لكن ما هي طرق التعليم الالكتروني المبتكرة التي يُخبئها العام 2016؟ فيما يلي الصيحات الأساسية التي سنشاهدها في السنة القادمة.
ونستعرض تالياً أهم صيحات التعليم الالكتروني الأساسية للعام 2016:
1 -الأتمتة:
يتوقع كثيرٌ من خبراء التعليم أن تكون سنة 2016 السنة التي تُصبح فيها الأتمتة منحى هام للغاية في إنشاء المحتويات ومعالجتها. ومن المحتمل أن يستعمل المتخصصون في مجال تزويد المحتويات مزيداً من الحلول المؤتمتة لإنشاء مقررات دراسية ومواد تعليمية جديدة في سبيل توفير الوقت والمال اللذان تستهلكهما العمليات التقليدية. وسيتم إنشاء عناصر العمل الدراسي مثل الاختبارات والتمارين عن طريق أدوات قادرة على مسح محتوى المقرر الدراسي مسحاً فعالاً، وإدراك النواحي الأكثر أهمية التي يجب اختبارها. وستخضع المقررات الدراسية إلى عملية تصفية لمطابقة الأولويات مع المتطلبات لكل مستخدم على حدا. علاوةً على ذلك سوف تُقيم المهارات ومستوى الخبرات عن طريق أدوات مؤتمتة ستمنح بدورها حلول خوارزمية سوف تستعمل في إنشاء محتويات المقررات الدراسية.
2 -التعليم المُعزز:
هذا أيضاً حقلٌ آخر يخضع إلى التطوير الحثيث، ويُرجح كثيراً أنه بحلول العام 2016 ستصبح أجهزة الواقع المُعزز بدءً من (آبل واتشِ Apple Watch)وانتهاء بـ (غوغل غلاسGoogle Glass )واقعاً ملموساً مثل حقائقنا اليومية.وعندما يتعلق الأمر بالتعليم فإن التعليم المُعزز يمنح قيمة عظيمة في موائمة بيئات التعلم حسب ما يرغب به المتعلم. وهذا حلٌ يتوقع السوق نموه نمواً مطرداً، بحيث سيصل عدد مستخدميه إلى 200 مليون مستخدم في غضون ثلاثة سنوات فحسب.
3 -البيانات الضخمة:
البيانات الضخمة هي بيانات كبيرة منتشرة في كل مكان، وهذا يتضمن بالتأكيد التعليم الالكتروني. وليس بالأمر الخفيّ أننا سنمتلك بيانات أكبر فأكبر لتتم معالجتها، وستعمل مراكز التعليم على استعمال أدوات مصنعة خصيصاً لتحليل البيانات الضخمة لفهم المعلومات التي يُنشئها المستخدم. وسوف تكون هذه الأدوات وحدها قادرةً على تحليل كميات هائلة من البيانات المستمدة خلال فصل واحد، وتقديم خلاصات قيمة ومليئة بالفوائد حول أداء المستخدم أو مدى الاستفادة من محتوى أي مقرر دراسي. ومن شأن تحليلات البيانات الضخمة مساعدة مزودي خدمات التعليم على فهم عملية التعليم ذاتها فهماً أكبر، عبر تعقب المتعلم وأحاديث المجموعات وأداء تحليل شامل للتغذية الراجعة. فضلاً عن أنها ستكون قادرة على إضفاء طابع شخصي شامل لأي مقرر، مع جمع تقرير شامل عن العائد الاستثماري لعملية التعليم. إن الوعود التي تحملها عمليات تحليل البيانات الضمة في مجال التعليم الالكتروني مثيرةٌ للإعجاب، وستصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في العام 2016.
4 -الحصول على سحابة الكترونية:
ما فتئ استعمال السحابة الالكترونية يزداد باستمرار في كل قطاع ومنها التعليم الالكتروني، والشركات مستعدة لاحتضان آلية العمل والأمان والراحة التي تتمتع بها السحابة الالكترونية، على الرغم من أن كثيراً من الناس ما زالوا يعتقدون أن الاحتفاظ بالبيانات الضخمة على مُخدمات (سرفرات) عامة ليس بالأمر الصائب، بيد أن هذه المواقف تتلاشى تدريجياً. وهذا يعني أنه بحلول العام 2016 سيستفيد مستخدمو التعليم الالكتروني من تقنيات السحابة الالكترونية المثبتة لمساعدتهم في عملية التعليم عبر طرق كثيرة متنوعة.
5-التلعيب (تطبيق آليات الألعاب في مجالات غير اللعب):
هذه إحدى صيحات العام 2016، وهي واحدة من الأمور الأساسية التي ينتظر معظمنا انفجارها، سيما ماهيتها في مجال التعليم الالكتروني. وتتلاقى آراء الخبراء في أن تطبيق ديناميكية الألعاب على سياقات أخرى لا ترتبط بالألعاب سيفضى إلى نتائج باهرة، ويبدو أن أهميتها الأكبر ستكمن في تحفيز الناس على تحقيق أهدافها. وبالإمكان تطبيق هذه الميزة بسهولة على بيئات التعليم التقليدية والالكترونية. وتمنح آلية التلعيب استراتيجية محتملة لتطوير مدى انخراط المستخدم بمواد التعليم، حيث يزعم بعض الخبراء أن هذه التقنية بإمكانها تعزيز حافز المتعلم بنسبة تصل إلى 90% بالمائة. والمعادلة بسيطة للغاية فحين يتقلد المتعلمون دوراً فعالاً في استقبال المعلومات والمهارات، فإنهم يحسنون تلقائياً من فرص تذكرهم لها.
6 -التعليم عبر جهاز الهاتف الجوال (التعليم المتنقل):
تتبع هذه الصيحة بشكل واضح النهوض الجلي لتقنيات الجهاز الجوال حول العالم، فمع ازدياد استعمال الأجهزة المتنقلة ستظهر حاجة ملحة للتعليم الجوال. ويتوقع بعض الخبراء في هذا المجال أن يُهيمن التعليم الجوال على سوق التعليم الالكتروني في يومٍ ما، وعلى الرغم من أن هذا التوقع يبدو مغالاً به بعض الشيء، لكن عليك أن تراعي التوقعات التي تُشير إلى أن الهاتف الجوال سيهمن على مجالات أخرى كثيرة، وبعبارة مقتضبة ثمة سلسلة من الحقائق التي تشير إلى بزوغ نجم هذه الأجهزة. لكن ما هو التعليم الجوال وما هي عواقبه ونتائجه؟ ... باستعمال تقنيات التعليم الجوال، سيتمتع المتعلمون بثروات هائلة من المعلومات والمهارات التي يُمكنهم الوصول إليها في جميع الأوقات والأماكن. وسوف يستفادون من التعليم ضمن السياق الذي سيتحقق عبر تقنيات الموقع الدقيقة (مثل رموز الاستجابة السريعة QR أو النظام العالمي لتحديد المواقع GPS وغيرها) والتي من شأنها أن تضع التعليم إلى سياقه المناسب، وسوف تسمح لاستخدام أكثر فائدة للواقع المُعزز.
7 -إضفاء الطابع الشخصي:
تُشير هذه الصيحات جميعها إلى هذه الرؤية الأساسية؛ ألا وهي نمو مجال الطابع الشخصي على جميع مستويات التعليم الالكتروني. وعندما نكون قادرين على تحليل الكميات الضخمة من البيانات، فإننا سنشهد كيفية موائمة التعليم الالكتروني للطابع الشخصي موائمة مميزة أكثر من أي وقت مضى، بحيث يُلبي كافة احتياجات الأفراد وأولوياتهم ومتطلباتهم عوضاً عن المجموعات. إن كافة نواحي التعليم التي تتراوح بدءً بالتربية وبيئات التعليم انتهاءً بأدوات التدريس ومناهج المقررات الدراسية ستُصمم لتحفيز المتعلمين وإلهامهم ودفعهم للانخراط أكثر في سبيل تحقيق نتائج أفضل في إطار زمني أقصر. ومما لا ريب فيه أن سنة 2016 ستكون سنة ثورية لمجال التعليم الالكتروني. وستتمحور أكثر فأكثر حول تطوير منهج بطابع شخصي على عملية التعلم، عبر تعديل سرعة التدريس وزيادة اهتمامات الطالب والسماح للمتعلمين من اختيار مسارهم التعليمي وتعديل آلية عرض المحتويات عن طريق اختيار النص أو الصور أو مقاطع الفيديو. سوف يصبح المعلمون قادرين على تقديم عملهم الدراسي عبر طرق أكثر فعالية. فضلاً عن ذلك سيصبح التعليم الالكتروني مصدر دخل جيد أيضاً، ويتوقع الخبراء أن تحطم الإيرادات المجنية من حلول التعليم الالكتروني في الولايات المتحدة لوحدها حاجز 27.1$ بليون دولار بحلول العام 2016.
ومن المرجح أن التعليم الالكتروني في العام 2016 سيغير نظرتنا تجاه آلية التدريس وإدارة المعلومات ومنهجيات التعليم.