سيارة مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد
إن التطور المذهل في مجال الطباعة الثلاثية الأبعاد 3D Printing سوف تحدث تغييراً جذرياً في كيفية قيامنا بالأشياء، ويبدو أن هذه التقنية الحديثة سوف تتطور تدريجياً لتصبح بمرور الوقت بديلة للأدوات والعمليات التقليدية المستعملة في مجال التصنيع.
وقد عرضت في المعرض الدولي لتقنيات التصنيع في شيكاغو أول سيارة بالحجم الطبيعي وبالوضع التشغيلي الكامل، لكنها مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وقد استغرقت طباعتها 44 ساعة وتم تجميعها في يومين ، واحدث ظهورها ضجة إعلامية كبيرة ، سيما وأن الشخص الذي ( طبعها)أي صنعها عرض على زوار المعرض فيديو يظهر المراحل التي مرت بها عملية الطباعة الثلاثية الأبعاد لهذه السيارة.
اُطلق على السيارة اسم ( ستراتي Strati) ، وهوا اسم إيطالي يعني الطبقات، واعطاها هذا الاسم مصممها ميشيل انوي Michele Anoè المتخصص في تصميم السيارات، لأن الهيكل الكلي للسيارة مصنع من طبقات أكريلونتريل بوتادين ستايرين Acrylonitrile butadiene styrene باستعمال ألياف الكربون المقوى ضمن وحدة واحدة.
وتجدر الإشارة الى أن السيارة العادية التي نعرفها تحتوي تقريباً على مايقارب 20.000 قطعة، بيد أن هذه التقنية الجديدة من شأنها أن تقلل القطع في السيارة الواحدة إلى ( 40 ) قطعة بما في ذلك كافة المكونات الميكانيكية.
( إن الهدف الأهم في هذه التقنية هو تقليص عدد القطع، والتخلص من تكاليف الأدوات إلى الصفر تقريباً) يقول جون روجرز الرئيس التفيذي لشركة ( لوكال موتورز Local Motors ) وهو من خريجي جامعتي برينستون وجامعة هارفرد.
ويُضيف قائلاً: ( إن السيارات معقدة للغاية)، في إشارة إلى آلاف القطع التي يتم استيرادها وتجميعها وتوصيلها في سبيل تشكيل المركبة المنشودة.
توفر هذه التقنية أي الطباعة ثلاثية الأبعاد إمكانية استعمال تشكيلة من المعادن أوالبلاستيك أو المواد المركبة في سبيل (طباعة ) تصنيع أي شيء بتفاصيل دقيقة للغاية.
ومن المتوقع أن تجد هذه التقنية رواجاً هائلاً عندما تصبح في متناول الجميع ، حيث من الطبيعي أن يميل الناس إلى امتلاك ما يريدونه عندما يريدونه وفي المكان الذي يريدونه وبالكيفية التي يريدونها، وهذا ما يجعل من هذه التقنية مدمرة لجميع ما سبقها من التقنيات الرقمية .
تخيل لو كان بإمكانك تعديل سيارتك الجديدة وإضفاء طابعك الشخصي عليها عبر الإنترنت وامتلاكها، أو أن تقوم بطلبها عبر الإنترنت ثم يتم تسليمها إليك في اليوم التالي على شكل قطع وتقوم بتجميعها في كراج منزلك خلال يومين حسب ماهو موضح في كتيب إرشادات التركيب والتجميع المرفق مع قطع السيارة ، وذلك بأقل من ربع تكلفة شرائها من السوق أو من تاجر السيارات.
ماذا لو تسنى لك أن تصنع رفرافاً لسيارة بورش أو مصباحاً خلفياً لسيارة هوندا، وذلك بعشر تكلفة شرائها من مورد قطع؟ كيف سيكون لهذا الأمر الثوري وقع على مجال صناعة السيارات؟
إن هذا بدأ يحدث فعلياً في العالم .
يقول جاي لينو العاشق للسيارات القديمة والمشهور عالمياً بمجموعته من هذه السيارات القديمة:
( إن إحدى التحديات في جمع السيارات القديمة تتمثل في استبدال القطع، ليس بإمكانك شرائها لأنها منتهية المدة، واستئجار ميكانيكي لإصلاح تلك القطعة قد لا ينفع دائماً، وغالباً ما يتطلب الأمر تعديلات مكلفة حتى تعمل القطعة).
لذا يلجأ لينو إلى استعمال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة القطع الخاصة بسيارته، ويضيف لينو قائلاً( إن هذه التقنية الثورية تُمكنك الثورية من صناعة الشكل الذي تحتاجه لإنشاء أي قطعة تقريبا).
ويرى جون ب. روجرز أنه سيتم صنع أي سيارة في المستقبل القريب خلال 60 دقيقة فقط.
وتعمل شركته حالياً على تنظيم شبكة عالمية من ( المصانع الصغيرة ) التي يُمكنك من خلالها طلب سيارتك التي تحمل طابعك الخاص والمهيأة حسب رغبتك وإيصالها لك بسهولة.