ثورة في انتاج محاصيل زراعية جديدة
خضعت محاصيل مثل القمح والذرة لعمليات تكثير استمرت لآلاف السنين، عمل خلالها الناس على تعديل خصائص النباتات البرية لتكييفها بما يناسب احتياجاتهم، وبخاصة أن تكون ذات انتاجية أكثر. لكن من الآثار الجانبية لهذا التكثير، انخفاض التنوع الجيني وفقدان كثير من الخصائص المفيدة. ويظهر ذلك من بين أمور أخرى من خلال زيادة التعرض للأمراض، ونقص في جودة المذاق، ونقص في المحتوى من الفيتامينات والمغذيات.
الآن، ولأول مرة في تاريخ البشرية، يتوصل علماء من ألمانيا والبرازيل والولايات المتحدة الى انتاج محصول زراعي جديد من نبات بري باستخدام تقنية كريسبر - كاس 9، وهي عملية معالجة جينية حديثة يتزايد استخدامها على نطاق واسع في مجالات مختلفة. ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة Nature Biotechnology انهم عملوا على معالجة صنف من البندورة / الطماطم البرية بهذه التقنية، وتوصلوا الى تكوين بندورة تتصف بالخصائص الجينية القيمة نفسها التي في البندورة / الطماطم البرية، بل وحتى أفضل. فقد حصلوا على بندورة ذات ثمار أكبر من البرية بثلاث مرات، وذات عدد من الثمار أكثر بعشر مرات، وشكلها بيضاوي مقارنة بالثمار البرية المستديرة، وتتصف بنمو أفضل، وبمحتوى ليكوبين المضاد للأكسدة أكثر من الصنف البري.