الذكاء الاصطناعي في كل مكان
لايوجد من الناحية الافتراضية على الأقل أي مجال من المجالات الهامة لم يتأثر بالفعل بالذكاء الاصطناعي، وعلى وجه التحديد "الذكاء الاصطناعي الضيق" الذي يؤدي وظائف محددة باستخدام نماذج قائمة على البيانات والتي تقع ضمن نطاق فئات التعلم العميق أو التعليم الآلي. وقد تزايد في السنوات القليلة الماضية جمع البيانات وتحليلها ازدياداً كبيراً بفضل إمكانية الاتصال عبر إنترنت الأشياء، وانتشار الأجهزة المتصلة والمعالجة الحوسبية التي اصبحت اسرع بمئات المرات مما كانت عليه في السابق.
ولكن على الرغم من أن بعض القطاعات لازالت في بداية رحلتها في مجال الذكاء الاصطناعي، بيد أن بعضها الآخر قد قطع أشواطاً طويلة، على الرغم من انه مازال امام كليهما طريق طويل لقطعه.
ما تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتنا في الوقت الحالي؟
• النقل: على الرغم من أن الأمر قد يستغرق عقدًا من الزمان أو أكثر لإنجازها، إلا أن السيارات ذاتية القيادة ستنقلنا ذات يوم من مكان إلى آخر.
• التصنيع: تؤدي الروبوتات العاملة بتقنية الذكاء الاصطناعي جنباً إلى جنب مع البشر مجموعة محدودة من المهام مثل التجميع والتكديس، وتحافظ أجهزة استشعار بالتحليل التنبؤي على تشغيل المعدات بسلاسة.
• العناية بالصحة: في مجال العناية بالصحة الذي يُعد فيه الذكاء الاصطناعي حديث نسبياً عليه، تُشخص الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة، كما يتم اكتشاف الأدوية وتوضيحها، وتقوم أجهزة التمريض المساعدة الافتراضية بمراقبة المرضى، كما يساعد تحليل البيانات الضخمة في خلق تجربة أكثر خصوصية للمريض.
• التعليم: تُحول الكتب المدرسية بمساعدة الذكاء الاصطناعي إلى كتب رقمية، ويقوم المعلمون الافتراضيون في المراحل المبكرة بمساعدة المدربين البشريين وتحليل تعابير الوجه لقياس مشاعر الطلاب للمساعدة في تحديد من يعاني أو يشعر بالملل وبالتالي تصميم تجربة على نحو أفضل تتلاءم مع احتياجاتهم الفردية.
• الإعلام: تُسخر الصحافة الذكاء الاصطناعي أيضاً في عملها، وستواصل الاستفادة منه. تستخدم بلومبرج تقنية سايبورغ للمساعدة على فهم التقارير المالية المعقدة بسرعة. تستخدم وكالة أسوشيتيد بريس القدرات اللغوية الطبيعية لشركة Automated Insights لإنتاج 3700 تقريرًا سنويًا عن تقارير الأرباح - أي ما يقرب من أربعة أضعاف ما كانت عليه في الماضي القريب.
• خدمة العملاء: أخيرًا وليس آخراً، تعمل جوجل Google على جهاز مساعد بتقنية الذكاء الاصطناعي يمكنه إجراء مكالمات شبيهة بالإنسان لحجز المواعيد في صالون الشعر في منطقتك. وفضلاً عن استخدام المفردات اللازمة، يفهم النظام السياق والفروق الدقيقة.
لكن هذه التطورات (وغيرها من التطورات الأخرى، بما في ذلك هذه الحصيلة من التطورات الحديثة ) ليست سوى البداية؛ هناك الكثير منها في المستقبل والتي لن يتخيلها حتى أكثر المتنبئين تبصراً.
وفي هذا السياق يعتقد ان شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وأبل ومايكروسوفت وأمازون تنفق ما يقرب من 20 مليار دولار على منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي سنوياً، مما يجعل الجامعات تجعل من الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسياً من مناهجها الدراسية (يُكرس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وحده مليار دولار على كلية جديدة مكرسة فقط للحوسبة، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي)، كما تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، هذه الأشياء الضخمة مقدر لها أن تحدث. بعض هذه التطورات في طريقها لتصبح واقعاً فعلياً؛ بيد أن بعضها ما يزال نظرياً وقد يظل كذلك. إلا أنها جميعها مثيرة للجدل، للأفضل وربما للأسوأ، لكن ليس هناك أي تراجع يلوح في الأفق.
وقد صرح أندرو نغ الرئيس السابق لـ Google Brain والعالم الأول في Baid لموقع ZDNet بما يلي: ( تمر كثير من المجالات بهذا النمط من الشتاء، يتبعه شتاءً آخر ثم شتاء آخر ثم ربيع أبدي، قد نكون اليوم في الربيع الأبدي للذكاء الاصطناعي) .