التنوع العرقي فرصة اقتصادية لزيادة الإبداع في صناعة التكنولوجيا
من المتوقع أن تبدو الخريطة السكانية لأمريكا مختلفة تماماً عماهي عليه الآن بحلول عام 2040 حيث ستصبح الأقليات هي الأكثرية وسيكون واحد من كل أربعة أمريكيين من أصول اسبانية لاتينية.
وإذا أمعنت النظر في معظم شركات التكنولوجيا في ( سيلكون فالي Silicon Valley) حالياًوهي أغنى 500 شركة في هذا المجال ، سترى أن القوى العاملة لا تعكس أبداً الحقائق السكانية الحالية أو القادمة.
مستقبل التكنولوجيا
قد يكون للتنوع أهمية في القطاعات كقطاع التكنولوجيا حيث يكون الإبداع والتفكيرالخارج عن المألوف أساساً للنجاح، فبالنسبة لشركات مثل (كودCode2040) فإن هذا التفاوت العرقي ليس مخاطرة في الأعمال فحسب بل إنه أعظم فرصة اقتصادية في وقتنا الحاضر.
تقول كارلا مونتيروزو– نائب رئيس برنامج الطلاب في كود 2040- إن الشركات ذات التنوع العرقي والعنصري يكون أداؤها أفضل من الشركات التي لا تملك مثل هذا التنوع وبنسبة 35%.
وتضيف :"في أغلب الأحيان لا يقع التنوع العرقي على رأس الأولويات لدى العاملين في مجال التكنولوجيا،لأن الذين يعملون في النظام التكنولوجي لا يملكون شبكات متنوعة، ومع ذلك فإننا نرى أن عالم المواهب الحالي في التكنولوجيا يتقلص باستمرار وأن عدم وجود عالم متنوع سيمنع الشركات من الاستمرار."
ووفقاً لإحصائيات العمل أنه وبحلول عام 2020 ستكون حوالي مليون وظيفة شاغرة في قطاع التكنولوجيا إذا استمر المعدل الحالي لتخرج طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات المؤهلين لمثل هذه الوظائف الذين سيدخلون سوق العمل، ومن أجل معالجة الفجوة في المواهب وللمساعدة في تحويل اقتصاد الأمة قامت شركة كود 2040 بوضع طلاب هندسة البرامج من السود والأصول اللاتينية ذوي الأداء العالي تحت التمرين لدى الشركات التكنولوجية الممتازة، كما قدمت لهم الإرشاد والتدريب القيادي وبرامج تطوير الشبكة من أجل الإسراع في نجاح الطلاب في قطاع التكنولوجيا وبالمقابل قدم هؤلاء الطلاب وجهات نظرهم الحديثة و طرق جديدة في التفكير و الإبداع لتحفيزالابتكار في قطاع يعمل فيه القليل من الناس ومن أجل القلة منهم .
لقد قامت بعض الشركات باختراق مشاكل التنوع العرقي و ببناء مسار متنوع في التكنولوجيا , منها ستار أب بوكس ساوث برونكس Startup Box South Bronx،اوبورتشينتي هب Opportunity Hub،ديجتال انديفايدد Digital Undivided وشركة أول ستار كود All .Star Code
يقول مايكل سيبيل و هو شريك في الشركة الداعمة ( يو كومبيناتور ) : " إن الشركات المبتدئة هي الأفضل في مجال حل مشكلات مؤسساتها فكلما كان المؤسسون أكثر تنوعاً أمكن حل عدد أكبر من المشاكل ، وتزايد عدد الأشخاص الذين تأثروا ايجابياً بالتكنولوجيا."
ويضيف :" على الشركات الكبرى أن تستثمر في التوسع وأن تكون معنية بتسويق علوم الحاسوب وهندسة البرامج لألمع وأفضل طلاب في العلوم والرياضيات من النساء ومن الأقليات."
وقد كشف تقرير حديث لشركة ( ماكينزي وشركاؤه McKinsey & Co) بعنوان ( أهمية التنوع ) أن الشركات التي يوجد فيها أعلى معدل تنوع من حيث العرق و الجندر ( النوع أو الجنس ) تكون أكثر قابلية لتحقيق أداء مالي أفضل من نظرائها في نفس المجال الصناعي بنسبة 35 % و 15% على التوالي .
وتقوم بعض الشركات في ( سيلكون فالي ) باتخاذ خطوات لمعالجة هوة العرق والنوع في التكنولوجيا، ففي بداية هذا العام أعلنت شركة ( إنتل Intel ) عن قرارها بإنفاق 300 مليون دولار لدعم تنوع القوى العاملة،وكذلك أعلنت شركة(غوغل Google )أنها ستقوم باستثمار مبلغ 150 مليون دولار هذا العام – أي بزيادة عن مبلغ 115 مليون دولار التي أنفقتها في العام الماضي – من أجل جذب المزيد من الأقليات والنساء للعمل لدى الشركة ، كما استثمرت كل من شركة(آبلApple ) و شركة ( سيمانتك Symantec ) المال والوقت للمساعدة في تضييق فجوة اللامساواة هذه.
تقول مونتيروزو: " أنه حين يفكر الناس بالتنوع غالباً ما يكون ذلك على أساس أن الأمر مشكلة عاطفية، ولكنه ضرورة عملية فكلما استثمرت الشركات في مجال التنوع أصبحنا في وضع أفضل ."
إن التنوع في القوى العاملة سيؤدي إلى التنوع في المواهب وفي المردود، مما سيؤدي بالنتيجة إلى شركات أكثر مرونة في مجال الإبداع و الاستجابة لمتطلبات السوق بشكل لائق .