أكبر جزيرة غير مأهولة في العالم
تعتبر جزيرة ديفون في كندا أكبر جزيرة غير مأهولة في العالم والمعروفة باسم "الموطن المشابه للمريخ".
موقع جزيرة ديفون:
تقع جزيرة ديفون ـ أكبر جزيرة غير مأهولة ـ على خليج بافن في منطقة Nunavut's Qikqtaaluk شمال كندا، وتحتل المرتبة السابعة والعشرين في لائحة أكبر جزر العالم. تقع جزيرة ايلسمير شمال جزيرة ديفون، أما خليج بافن فيقع إلى شرق هذه الجزيرة.
تاريخ جزيرة ديفون:
اكتشف وليام بافن وروبرت بايلوت الجزيرة في عام 1616م، وأطلق عليها و.ي باري في البداية تسمية (نورث ديفون) تيمناً بمدينة ديفون في انكلترا، ثم أعيد تسميتها بجزيرة ديفون في أوائل القرن التاسع عشر.
في عام 1924م، تم إنشاء مركز حدود في مرفأ دونداس على الجزيرة، وبعد تسعة أعوام، تم تأجيره لشركة خليج هدسون. عندما انهارت تجارة الفراء وصلت 53 عائلة اينويت من جزيرة بافن إلى جزيرة ديفون عام 1934م على أمل بناء مساكنهم فيها. لم تنجح كل المحاولات واضطروا بسبب الأحوال الجوية القاسية للجزيرة أن يغادروها عام 1936م.
في أربعينيات القرن العشرين، جرت محاولات جديدة للعيش هناك لكنها فشلت ثانية. في الخمسينيات، ومنذ ذلك الحين، لم تنشأ أية مستوطنات ثابتة على جزيرة ديفون، وكل ما بقي عبارة عن أنقاض بعض المباني.
جغرافية جزيرة ديفون:
- يبلغ طول الجزيرة حوالي (512) كم، وعرضها ما بين 108 ـ 160 كم، وبمساحة (34130 كم مربعاً. يبلغ ارتفاع الجزيرة من جهة الغرب 670 م ويزداد تدريجياً ليصل إلى 2100 م باتجاه الشرق، حيث يقع رأس ديفون الجليدي أعلى نقطة في الجزيرة. كما يوجد فيها بضعة سلاسل جبلية صغيرة.
- يضم الساحل الجنوبي للجزيرة خلجاناً صغيرة تشبه الفيوردات، وتبرز شبه جزيرة غرينل من الجهة الشمالية الغربية للجزيرة.
- يبقى الثلث الشرقي من جزيرة ديفون مغطى دائماً بطبقة جليدية بسماكة 500 ـ 700 م. أما متوسط درجة الحرارة السنوية فتبلغ (- 16 درجة سلسيوسية).
الحياة على جزيرة ديفون:
بالرغم من عدم وجود تجمعات بشرية في الجزيرة، إلا أنه توجد بعض الأنواع فيها. إن قصر موسم الزراعة الذي يدوم 40 ـ 55 يوماً فقط، ودرجات الحرارة المتدنية (2 ـ 8 درجات سلسيوسية صيفاً) لا يشجعان نمو النباتات هناك. فالشتاء قاسٍ جداً حيث تصل الحرارة إلى (- 50 درجة سلسيوسية). إن اللافقاريات التي تعيش في الجزيرة تستغرق سنتين إلى تسع سنوات لاستكمال دورة حياتها، في حين أن الحيوانات المشابهة في المناطق المأهولة الأخرى تستكمل دورة حياتها خلال عدة أسابيع إلى عام واحد، كما أن الطاقة الشمسية المحدودة إحدى العوامل التي تؤثر على وجود الحياة على هذه الجزيرة، بالإضافة إلى كمية قليلة من الهطولات على الجزيرة.
جزيرة تماثل المريخ:
إن جزيرة ديفون هي موقع حفرة هوتون. فالمنظر الطبيعي هنا عبارة عن مكان بارد جاف وصخري. ونظراً لموقعها المنعزل عن بقية العالم وطبيعتها كما لو أنها موجودة على كوكب آخر لا يجرؤ انسان على استيطان هذه الجزيرة بالرغم من أن رواد الفضاء الذين يستعدون للقيام برحلات إلى المريخ يقومون بزيارة الجزيرة بين الحين والآخر ليعتادوا على البيئة خارج جو الأرض.
قام الباحثون باختبار الروبوتات، والبزات الفضائية، وآلات الحفر، وأشياء أخرى على جزيرة ديفون مما قد يساعد على التحضير لإرسال مهمات فضائية إلى المريخ في المستقبل. فاليابسة المجهولة والبيئة القاسية في جزيرة ديفون تسمح للطاقم الفضائي بأخذ فكرة عما سيكون عليه الحال عند الهبوط في مكان لا يمكن توقع أي شيء فيه.
في عام 1960م تم إنشاء محطة أبحاث جزيرة ديفون وذلك في موقع (ترولوف لولاند)، ويشرف عليها مركز أمريكا الشمالية للقطب الشمالي. كما سبق للجزيرة أن أصبحت مقراً مؤقتاً لخمسة علماء وصحفيين اثنين في تموز / يوليو عام 2004م، وذلك بهدف الاعتياد على جو مشابه لجو المريخ لمحاكاة العمل على ذلك الكوكب. حفرة هوتون على جزيرة ديفون هي موقع مشروع هوتون المريخ العائد لوكالة ناسا.