آبل تقترب من إحداث ثورة جديدة في الأجهزة اللوحية
طرحت شركة آبل حاسوب الآي باد الخاص بها منذ خمس سنوات مضت، وهو جهاز أدى إلى تغييرَ في طريقة تفكيرنا حول آلية عمل الحاسوب، وأحدث نقلة نوعية مزلزلة من حيث تشغيل واستخدام الحاسوب عن طريق لوحة المفاتيح والفأرة إلى إمكانية التشغيل والاستخدام بواسطة اللمس عن طريق الأصابع بشكل مباشر، ولم يكن جهاز الآي باد ( الحاسوب اللوحي) هو الأول لشركة آبل بيد أنه أولُ جهاز حاز على اهتمام العالم أجمع، وقد وصلت مبيعاته إلى ملايين الأجهزة.
وهذه الأجهزة التي تتناقلها أيادي الأطفال خيرُ دليلٌ على ذلك؛ فهم يستيقظون يومياً ليشغلوا أي شاشة ويبدأوا بالتواصل وتمرير المحتويات فقط باستعمال لمسة أصبع، وكذلك انتقل نمط التفاعل هذا أيضاً إلى أماكن العمل ، وبدون التشكيك في استعمالاتها وميزاتها إلا أن الشاشات العاملة باللمس أصبحت معياراً راسخاً في الوقت الحالي وإحدى الخيارات الأكثر شهرةً عند شراء حاسوب شخصي.
وتُمكن الشاشات العاملة باللمسTouchscreen tablets من الاتصال المباشر مع الأجسام الافتراضية الظاهرة على الشاشة، لكنها تعرض من الناحية الأساسية البيانات التي تعمل ضمن بيئة مرئية ثلاثية الأبعاد3D عبر وسيط يتمتع بشاشة مسطحة ثنائية الأبعاد، ويعتمد الفهم الشامل للواجهة على حاسة البصر عوضاً عن التعويل على حواسنا الأخرى ومنها حاسة اللمس.
الانتقال من تجربة مشاهدة جافة إلى تجربة حسية مميزة
تُحررنا الأجهزة اللوحية العاملة باللمس من قيود العمل على أي طاولة مكتب، وهي تمنحنا حرية أكبر بسبب قياسها الأصغر ووزنها الأقل. لكن وفي سبيل استعمال أفضل لحواسنا الأكثر حساسية، فإن الجيل الجديد من شاشات العرض لن يكون على شاشات مسطحة وبتقنية ثنائية الأبعاد فحسب، بل ستحظى بأسطح ذاتية التكييف وقابلة لإعادة الضبط من الناحية الحسية. وستكون الشاشات المسطحة قادرة على تحويل شكلها إلى أشكال أخرى. وستغير هذه الواجهات شكل سطح العرض الخاص بها إلى شكل أفضل لكي يعرض المحتوى على الشاشة، وستقدم وسائل إضافية لتمرير المعلومات عن طريق اللمس وليس عن طريق الرؤية لوحدها.
سوف تحدث الهندسة الفيزيائية الحيوية للأجهزة اللوحية ذات الواجهات المتنوعة التي تحظى بأبعاد ثلاثية حقيقة3D ، وليس فقط إمكانية العرض ببعدين اثنين افتراضيين 2D تغييراً جذرياً في طريقة تفاعلنا مع الحاسوب، حيث ستكون شاشات العرض التي تتمتع بهذه المزايا قادرة على تقديم مشاهد ثلاثية الأبعاد لأنواع متعددة من التطبيقات مثل تطبيقات الهندسة المعمارية والتصميم وإعداد نماذج التضاريس والتصوير الفوتوغرافي عن طريق تقديم مشاهد ثلاثية الأبعاد عبر الحاسوب تجعلك تشعر وكأنك في العالم الحقيقي، مما سيفتح جميع أنواع الفرص للتطبيقات المبتكرة لتتعاون فيما بينها، والاستمتاع بتجربة ترفيه حقيقية، فضلاً عن أنها ستوفر في المستقبل وسائل تساعد الأشخاص الذين يعانون من إعاقات معينة.
وستكون هذه الأجهزة قادرة على تغيير شكلها ووظيفها، مثلاً هاتف محمول يتحول إلى جهاز تحكم بالتلفاز، ثم جهاز تحكم بلعبة فيديو. وستُعيد برمجة نفسها لتقديم الواجهات المناسبة. ولن تكون التطبيقات قادرةٌ على تعديل شاشة العرض فحسب، بل ستغير ديناميكية الخصائص الحسية للجهاز.