هل يكون الرابوط الاجتماعي بديلاً عن المعلم؟
أظهرت نتائج دراسة لعلماء من جامعتي بليموث وغنت أن الرابوطات الاجتماعية يمكن أن تلعب دورا مهما في عملية تعليم الطلبة، لكنها لن تكون بديلا عن المعلم بصورة كاملة. ويقول الباحثون في تقرير نشرته مجلة Science Robotics ان الرابوطات الاجتماعية أثبتت فاعليتها في تدريس موضوعات فرعية محددة مثل المفردات اللغوية والأعداد الأولية، لكن القيود التقنية الحالية، بخاصة ما يتعلق بتعرّف الكلام والقدرة على التفاعل الاجتماعي تعني أن دورها سيقتصر الى حد كبير على دور المساعد في التعليم، على الأقل في المستقبل المنظور. ويقولوا، ان العلماء أخذوا في السنوات الأخيرة في صنع رابوطات خاصة بالصفوف الدراسية، غير تلك الحقائب التعليمية المساعدة المستخدمة في مجال تعليم التكنولوجيا والرياضيات، يمكنها فعلا تعليم هذه الموضوعات. ويعود ذلك الى التوجه نحو البحث عن حلول تكنولوجية لمشكلات التعليم وتوجهاته، ومنها الضغوط على ميزانيات التعليم والدعوة الى مزيد من التعلم الفردي.
بمعنى أوسع، تمتلك الرابوطات الاجتماعية القدرة لأن تصبح جزءا أساسيا من البنية التعليمية الأساسية، تماما مثل الورق والألواح البيضاء والكمبيوترات اللوحية. بخاصة وان للرابوطات الاجتماعية القدرة على دعم الطلبة وتحديهم بطرائق غير متاحة في بيئات التعلم محدودة المصادر. ويمكن لهذه الرابوطات توفير وقت ثمين للمعلم، يمكنه الاستفادة منه في التركيز على عناصر القوة لدى الطلبة وتنميتها.
تضمنت الدراسة مراجعة لأكثر من 100 مقالة منشورة، وأظهرت أن الرابوطات فاعلة في تحسين نتاجات التعلم، والذي يعود الى حد كبير لوجودها المادي في غرفة الصف. لكنها أظهرت أن وجود بعض القيود الفنية مثل تعرّف الكلام، والذي لا يزال بمستوى جودة منخفض، لا يتيح للرابوطات فهم الكلام المنطوق من قبل الأطفال الصغار. ويقول الباحثون ان ادخال الرابوطات الاجتماعية في العملية التعليمية يشكل تحديات لوجستية كبيرة، وقد يحمل بعض المخاطر. إذ يمكن أن يعتمد بعض الأطفال بصورة كبيرة على المساعدة التي تقدمها الرابوطات، بدل استخدامها عند مواجهة صعوبات.
ويشير الباحثون أيضا أنه الى جانب الاعتبارات العملية المرتبطة باستخدام الرابوطات الاجتماعية في غرفة الصف، فان هناك قضايا أخلاقية أيضا. فالى أي مدى نريد أن يتم تفويض تعليم أطفالنا للآلات. فبالرغم من أن الأطفال يكونون إيجابيين تجاه تعلمهم من خلال هذه الرابوطات، فان الآباء والأكاديميين يتبنون موقفا أكثر حذرا. ويقولوا انه بالرغم من كل ذلك فان الرابوطات الاجتماعية تبدو واعدة جدا عند تدريس موضوعات محددة، وان فاعليتها في ذلك تعادل فاعلية تدريس المعلم. لكن بالرغم من أن التعليم عن طريق الرابوطات الاجتماعية لا يزال محدودا في الوقت الحاضر نتيجة للتحديات التقنية واللوجستية، فمن المرجح أن تكون مميزة لصفوف المستقبل الدراسية كرابوطات مساعدة للمعلم.