هل يخلص العرق الجسم من السموم ؟
يبعث العرق شعوراً بالراحة، حين يشعر المرء بسخونة عضلاته وتدفق الدم في قلبه، وانطلاق السموم عبر المسامات، ما عدا الجزء الأخير، فقد تبين ـ وعلى عكس الاعتقاد السائد ـ أن العرق لا يخلص الجسم من السموم، فهذا الأمر يحدث فعلاً بسبب أجهزة مختلفة كلياً، ورغم ذلك ما زلنا نرغب في التعرق.
التعرق:
إن حمامات الساونا، وصالات اليوغا الحارة، وأكواخ التعرق تؤكد على تأثير العرق بتخليص الجسم من السموم، ويبدو الأمر منطقياً، فمادة ما ذات رائحة تخرج من المسام مما يعني تناقص المادة ذات الرائحة داخل جسمك.
أما الواقع، فإنه من النادر خروج أية مادة كيماوية ضارة مع العرق، فهو في أغلبه عبارة عن الماء مع بعض التركيز للصوديوم، الكلورايد والبوتاسيوم وبعض الأحيان البروتين والأحماض الدهنية، ولا يحتوي العرق على بعض "السموم" بل مجرد مقدار ضئيل منها إذا ما قورن بالكميات التي يخرجها الكبد والكلية من الجسم باستمرار.
الخرافة الكبيرة للرائحة الكريهة:
إذا تساءلنا عن مصدر رائحة العرق فالجواب أن تلك الرائحة الكريهة لا تأتي من السموم بل من الخصائص الكيمائية للجلد. هناك نوعان من الغدد العرقية، الناتحة (Eccrine) والمفرزة (Apocrine). يوجد النوع الأول في كل أنحاء الجسم، ووظيفة العرق التي تفرزه تبريد الجسم عندما يكون ساخناً. العرق عديم الرائحة عادة، إلا أنه قد يصبح ذو رائحة غريبة عندما يتفكك بفعل البكتريا الموجودة على الجلد أو عند تناول طعام حريف كالثوم أو الملفوف، كما أن التعرق بعد ليلة من تناول المشروبات يمكن أن تجعل العرق ينضح بحمض الاستيك (Diacetic Acid) ومرة أخرى فإنك تتعرق الرائحة وليس الكحول أو أية سموم أخرى.
أما النوع الثاني من الغدد فيؤدي إلى رائحة أكثر غرابة وتتواجد هذه الغدد في المواقع المعروفة بالروائح الكريهة كالإبط وأصل الفخذ وهي المسؤولة عن تلك الرائحة سيئة الذكر للعرق الناجم عن الضغط. يتصف العرق الذي تفرزه هذه الغدد باللون الحليبي وبأنه عديم الرائحة إلى أن تبدأ البكتريا الموجودة على الجلد بالتحلل وإفراز مجموعة من روائح الجسم.
ونكرر: يكون العرق من كلا النوعين عديم الرائحة في أغلبه إلا أنه يصبح ذو رائحة عندما يتفاعل مع البكتيريا الموجودة على الجلد، وأية رائحة تنطلق منه يكون سببها المركبات التي انحلت بفعل جسمك ويحاول التخلص منها بأية وسيلة.
يتكون العرق في غالبيته من الماء، ونادراً ما يحتوي ذلك الماء على أي شيء يمكن اعتباره سماً.
على العكس فإن محاولة التخلص من السموم عبر التعرق يمكن أن تكون ضارة أكثر منها مفيدة فإذا لم تعوض ذلك العرق بتناول كمية كافية من الماء ستصاب بالجفاف ويؤدي للضغط على الكليتين ومنعهما من أداء وظيفتهما ألا وهي تخليصك من السموم. أن التعرق ليس امراً سيئاً بل هو طريقة ممتازة للشعور بالانتعاش طالما أنك تتبعه بتناول كمية وافرة من الماء.