هل يتجدد الجسم كل سبع سنوات؟
إنها فكرة جميلة حين تفكر بها، حيث يمكنك أن تتخلى عن ذاتك القديمة وتصبح شخصاً جديداً تماماً كل سبع سنوات، ولكن هذا غير صحيح لسوء الحظ، ربما لن يكون باستطاعتك أن تتذكر أين سمعت هذه الفكرة، إلا أن خرافة السنوات السبع لا تمثل حتى رقماً وسطياً تقريبياً لفترة حياة الخلية.
ولادة الخلية:
إنك بحاجة للتعرف على كيفية نشوء الخلية أولاً لكي تستطيع أن تعرف كم مرة تستبدل الخلايا نفسها. يمكن للجسم أن يصنع خلايا جديدة بواسطة عدة طرق.
- الطريقة الأولى: يمكن للخلايا الموجودة أن تنقسم عبر عملية بسيطة للغاية تدعى "انقسام الخلية" حيث تنقسم الخلية الأم خلال هذه العملية إلى خليتين جديدتين تسميا الخلايا الابنة وهما عبارة عن نسخة من الخلايا الأصلية.
- الطريقة الثانية التي تنشأ فيها الخلايا هي من الخلايا الجذعية وهي خلايا خاصة موجودة في كل أنحاء الجسم بالرغم من قلة عددها، وهي قادرة ليس على صنع نسخ منها عبر عملية انقسام الخلية فحسب بل يمكنها أيضاً صنع خلايا جديدة "متخصصة"، وهذه تشمل خلايا الدم والخلايا العصبية، التي لا يمكنها أن تصنع نسخاً منها.
لابد للخلايا أن تموت من أجل التحكم بنمو الخلايا الجديدة. مثلاً، فإن الفواصل بين أصابع اليد والقدم هي جزئياً نتيجة موت الخلايا عند الولادة، وهذا الموت المبرمج للخلية ضروري كي لا تكون القدمان واليدان شبكية الشكل، ثم بمرور بعض الوقت لابد لجميع الخلايا أن تضعف ثم تموت.
الفوارق الخليوية:
تختلف فترة حياة كل خلية عن الأخرى. على سبيل المثال يمكن للخلايا التي تبطن المعدة أن تتجدد بسرعة كل يومين لأنها غالباً ما تكون على تماس مع الأحماض الهاضمة. أما الخلايا التي تشكل الجلد فتتجدد كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ولكونه يمثل الوقاية الأساسية ضد عوامل البيئة فلابد أن يكون الجلد بأفضل أشكاله.
أما خلايا الدم الحمراء فتدوم لحوالي أربعة أشهر، في حين أن بإمكان خلايا الدم البيضاء أن تدوم عدة أيام أو ما يزيد قليلاً عن الأسبوع وهي اللاعب الرئيسي في مقاومة الأمراض. وبشكل مغاير، تعيش الخلايا الدهنية فترة طويلة نسبياً ـ حوالي 10 سنوات وسطياً ـ كما تتجدد العظام أيضاً كل حوالي 10 سنوات.
إذا كنت تعتبر مدة 10 سنوات طويلة، فلم تر شيئاً بعد. إن عمر الأجزاء الأخرى من جسمك يعادل عمرك، فمثلاً خلايا الدماغ لا تتجدد كلما تقدم بك العمر على الرغم من أن الدراسات الحديثة تبين أن الخلايا في قرن آمون ـ وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة ـ يمكن أن تتجدد. أما مينا الأسنان فلا تستبدل مطلقاً وكذلك الحال بالنسبة للعدسات العين التي تبقى كما هي طوال فترة حياتك.
يتكون الجسم من أنواع مختلفة من الخلايا ولكل منها وظيفة وفترة حياة مختلفة عن الأخرى. وكما أنك بحاجة لتبديل عجلات السيارة عدة مرات أكثر من جهاز نقل السرعة، فإن بعض الأجزاء من الجسم بحاجة للتجدد أسرع من غيرها، وحتى بعد كل هذا التبديل لن تكون شخصاً جديداً أبداً، فحين يتعلق الأمر بخلايا معينة فإنها باقية معك إلى الأبد.