هل انتهى عهد المضادات الحيوية؟
تمثل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية مشكلة خطيرة. يستغرق تطوير واختبار مضاد حيوي جديد 15 سنة، لكن 10 سنوات فقط من الاستخدام واسع الانتشار كافية لأن تصبح البكتيريا المقاومة للمضاد الحيوي الجديد شائعة. لم يتم العثور على مجموعات جديدة من المضادات الحيوية منذ سنة 1984م. وشركات الدواء أقل اهتماماً بالبحث عن مضادات حيوية جديدة، لأن علاجات السرطان وأمراض القلب مربحة أثر.
لكن الأمور لن تكون سيئة كما كانت قبل ظهور المضادات الحيوية. فقد أدى تحسّن النظافة والصرف الصحي الى الحد بشكل كبير من الأمراض المعدية وساعد في احتواء انتشار السلالات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية. في أوربا يصاب 400 ألف انسان سنوياً بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، لكن 25 ألف (6%) فقط من الاصابات تكون مميتة. قد يبدو عدد هذه الوفيات الكثيرة كبيراً بالفعل، لكنه في الواقع صغير جداً مقارنة بعدد الوفيات قبل ظهور المضادات الحيوية، عندما كان نصف الوفيات يحدث نتيجة الالتهاب الرئوي والانفلونزا والسل والالتهابات المعوية والدفتيريا.
مشكلة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية خطيرة وتزداد سوءاً، لكن المضادات الحيوية ما تزال تنقذ عدداً كبيراً من الأرواح. في المستقبل قد نحتاج لأن نتخلى عن المضادات الحيوية تماماً، لنستخدم الفيروسات القاتلة للبكتيريا في القضاء على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.