هل المادة الوراثية عند الانسان أكبر من الأميبا؟
نفخر نحن البشر بأن أجسامنا هي الأكثر تعقيدا بين جميع الكائنات الحية، بما في ذلك بالطبع الكائن وحيد الخلية، الأميبا. وبالتالي من المنطقي أن يكون لدينا مادة وراثية في خلايانا أكثر بكثير من الأميبا. لكن الواقع يشير الى غير ذلك. فالأميبا تحتوي على مادة وراثية تفوق بأكثر من مئة مرة ما تحتويه كل خلية من خلايا جسمنا. لكن علماء الوراثة يقولون ان تركيب مادة الوراثة معقد جدا بحيث لا يصح الربط بين مقدارها في خلايا الكائن الحي ودرجة تعقيد جسم هذا الكائن.
وتبعا لما يقوله البروفيسور ريان جيورجي من جامعة غيولف الكندية، فان المادة الوراثية تعكس درجة تعقيد التاريخ التطوري للكائنات الحية، وهو ليس مجرد تعليمات تعطى لبناء جسم الكائن الحي. فعلى سبيل المثال، يلاحظ أن النوع الأكثر شيوعا من مادة الوراثة، هو الذي يعد متطفلا على المادة الوراثية للكائن الحي. وبعض هذه المادة، اكتسب دورا وظيفيا، لكن معظمه غير نشط، وبعضه الآخر يمكن أن يسبب المرض. ويقول جيورجي ان بعض المادة الوراثية هذه ليس له أي وظيفة، بالرغم من أنه يدخل في الحساب عند اجراء مقارنة بين المادة الوراثية في الكائنات الحية المختلفة. على أية حال لا تزال الأبحاث في بدايتها حول طبيعة هذا النوع من المادة الوراثية ودوره في حياة الكائن الحي.