هل الذكاء الاصطناعي العام تهديد حقيقي للبشرية؟
يتوافق عدد من العلماء والشخصيات البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي على سيناريو مظلم يعرف باسم "التفرد singularity "، حيث تتولى الآلات الذكية الفائقة السيطرة على الوجود البشري مما يؤدي الى تغييره بشكل دائم من خلال الاستعباد أو الاستئصال.
لقد افترض عالم الفيزياء النظري الراحل ستيفن هوكينج ، أنه عندما يتمكن الذكاء الاصطناعي من برمجة نفسه أفضل من المبرمجين البشر ، فإن النتيجة يمكن أن تكون "آلات تتفوق بذكائها على ذكاء البشر ".
ويحذر إيلون موسك، ومنذ عدة سنوات من أن الذكاء الاصطناعي العام Artificial General Intelligence AGI هو أكبر تهديد لوجود البشرية. وأن الجهود المبذولة لتحقيق ذلك، كما قال، هي مثل "استدعاء الشيطان ". لقد أعرب عن قلقه من أن صديقه لاري بيج الشريك المؤسس في شركة Google والرئيس التنفيذي لشركة Alphabet ، قد يُساهم من حيث لا يدري في جلب شيء "الشر الأعظم " إلى الوجود على الرغم من نواياه الحسنة. وعلى سبيل المثال، فإن أسطول من الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي يجب أن لا تكون انجازاً مفرحاً لأن مثل هذا الأسطول سيكون قادراً على تدمير البشرية ، ولا شيء مستبعد عندما يتعلق الأمر بتنبؤات الذكاء الاصطناعي ، لأنه أن استمر العمل على تطوير هذه الآلات ، فهي سوف تتعلم وتتطور من تلقاء نفسها وهنا يكمن التهديد الحقيقي .
الآلات قد تقرر أن تقتل:
في حين أن الآلات القاتلة قد تظل فكرة مثيرة لأفلام الخيال، إلا أن كثيرين يعتقدون أنها ستحل محل البشر بطرق مختلفة.
وقد نشر معهد مستقبل الإنسانية في جامعة أكسفورد نتائج استطلاع أجراه حول الذكاء الاصطناعي شارك به 325 خبيراً وباحثاً في مجال التعلم الآلي وتطور الذكاء الاصطناعي بعنوان : متى سيتفوق الذكاء الاصطناعي على الأداء البشري؟ وكانت النتائج كما يلي :
• العام 2026، ستكون الآلات قادرة على كتابة المقالات
• العام 2027، ستكون المركبات بجميع أنواعها ذاتية القيادة
• العام 2031، سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في قطاع البيع بالتجزئة والتعاملات التجارية
• العام 2049، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي هو ستيفن كينج القادم (ستيفن إدوين كينج مؤلف روايات الرعب والخيال الخارق والتشويق )
• العام 2137، ستكون جميع الوظائف البشرية مؤتمتة
ولكن ماذا عن البشر أنفسهم؟
يقول " دييغو كلابجان " استاذ الهندسة الصناعية وعلوم الادارة بجامعة نورث وسترن والمدير المؤسس لبرنامج ماجستير العلوم في التحليل :
"في الوقت الراهن، يمكن لأجهزة الحاسوب معالجة أكثر من 10000 كلمة ، باستخدام بضعة ملايين من الخلايا العصبية للبشر ، لكن العقول البشرية تضم مليارات من الخلايا العصبية التي تترابط بطريقة مثيرة للغاية ومعقدة، والتقنية الحديثة هي مجرد روابط واضحة تتبع أنماطًا سهلة جدًا، لذا فإنه من غير الممكن الانتقال من بضعة ملايين من الخلايا العصبية إلى مليارات الخلايا العصبية باستخدام الأجهزة والبرامج الحالية ".
وأخيراً يعتقد بعض الخبراء أن التهديد الحقيقي من الذكاء الاصطناعي ليس أنه مصدر للأذى، ولكن التهديد يكمن في تغذية الآلات بالحوافز الخاطئة من قبل الأشخاص السيئين. بمعنى آخر، إذا شنت الروبوتات الحرب على البشرية ، فسيكون ذلك على الأرجح لأن شخصًا ما وجههم لذلك، وليس لأنهم قرروا أنها فكرة جيدة.