نبوءات ستيفن هوكنغ وواحدة تثير الرعب حقاً
ستيفن هوكنغ أحد أعظم العقول في القرنين العشرين والحادي والعشرين. وبالرغم من صراعه مع مرض التصلب الجانبي الضموري ALS، ومقعداً على كرسي مدولب، أصبح هوكنغ أحد أشهر الأشخاص في العديد من المجالات بما فيها الفيزياء، والتغير المناخي، والتقدم العلمي.
بعد وفاته، كان هناك الكثير من الحديث حوله وحول العديد من التحذيرات التي أعطاها حول مستقبل البشرية. هل سنتمكن من البقاء على قيد الحياة دون القيام بتغييرات جذرية؟
لنلق نظرة على ستة تنبؤات من هوكنغ، بالإضافة إلى واحدة تهزنا إلى الأعماق.
الروبوتات:
لقد خطا التقدم بالذكاء الصناعي خطوات واسعة في السنوات الأخيرة، ويبدو أن الروبوتات الواعية ستكون جزءاً محتوماً من مستقبلنا. لقد حذر هوكنغ من الذكاء الصناعي في مؤتمر عقد في ليسبون/ألمانيا منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2017 حين قال:
"إن النجاح في صنع ذكاء صناعي فاعل قد يكون أكبر حدث في تاريخ حضارتنا، أو قد يكون الأسوأ، فلا يمكننا أن نعرف إذا كان الذكاء الصناعي سيساعدنا بشكل لا محدود، أو سيتجاهلنا ويضعنا جانباً أو يدمرنا؟".
وقد أضاف لاحقاً أن الذكاء الصناعي قد يؤدي إلى إيجاد أسلحة دمار شامل واعية، تحل محل البشر وتتفوق عليهم، من خلال امتلاك القدرة على استنساخ نفسه بشكل متواصل. لقد ذهب (ايلون ماسك) إلى أبعد الحدود ليؤكد للناس أنه من خلال أبحاثه قد قام بكل ما بوسعه ليضمن عدم تعريض الجنس البشري للخطر.
كائنات فضائية عدائية:
إن أحد المواضيع التي حذر هوكنغ العالم منها هو احتمال التدمير على يد حضارة غريبة عدائية. ففي عام 2010 تحدث هوكنغ عبر قناة (ديسكفري) وشاركنا بمخاوفه العميقة حول النوايا التي قد تكون لدى الكائنات الفضائية عند زيارتها لكوكب الأرض حيث قال:
"إذا زارتنا الكائنات الفضائية فالنتيجة ستكون أقرب ما يكون عندما هبط كولومبس إلى اليابسة في أميركا، حيث لم يكن ذلك في مصلحة سكان أميركا الأصليين. علينا فقط أن ننظر إلى أنفسنا لنعرف كم ستتطور الحياة الذكية إلى شيء لا نود مواجهته."
أوضح هوكنغ في السنوات التالية، ملاحظاته حول احتمال وجود حضارات فضائية. فإذا أخذنا بعين الاعتبار العمر الفتي النسبي للبشرية وكيف أننا بالكاد لامسنا سطح الفضاء بالتكنولوجيا والرحلات الفضائية، فالتفوق علينا سيكون كبيراً. لقد شعر هوكنغ أن أية حياة لديها من الذكاء ما يكفي لقطع كل هذه المسافة إلى الأرض، ستكون غير حضارية وتبحث عن كواكب فيها ثروات يمكن استغلالها. وفي الواقع هذا ما كان عليه موضوع فيلم "يوم الاستقلال Independence Day"
لن تكون المواجهة في زمن قريب:
استمر هوكنغ بتهدئة مخاوف الجميع حين رأى تزايد قلقهم بسبب تنبؤه باحتمال عدائية الكائنات الفضائية. وعلى الرغم من أنه أيد نظريته بأن حضارة هذه الكائنات التي تنتقل إلى الأرض ستكون حضارة بدائية تدمر الكوكب، إلا أنه وضع النظرية التي تقول أنه لا داعي للقلق بشأن هذه المشكلة في أي وقت قريب. يقول هوكنغ:
"إن احتمال وجود حياة في الفضاء ضعيف، إلا أن الاكتشافات التي توصلت إليها حملة كيبلر تبين أن هناك ملايين الكواكب المأهولة في مجرتنا وحدها. فهناك على الأقل 100 مليار مجرة في الكون المنظور".
إن فكرة وصول الكائنات الفضائية إلى الأرض ليست شيئاً توقع هوكنغ أن يحدث في العشرين عاماً القادمة، أو كما قال عام 2016. لذلك فالوقت متوفر أمامنا لبناء ملجأ مضاد لأشعة الليزر.
علينا مغادرة كوكب الأرض:
بعد تنبؤه بأننا لن نواجه كائنات فضائية في المستقبل المنظور، أكد هوكنغ على ضرورة انتقال البشر إلى أبعد من حدود موقعنا الحالي. فكما هو الحال بالنسبة للكائنات الفضائية التي تسافر من كوكب إلى آخر، يجب على البشر إنشاء مستعمرة فضائية من أجل البحث عن مسكن جديد. يقول هوكنغ:
"ليس من الحكمة أن نضع كل البيض في سلة واحدة هشة. إن الحياة على الأرض تواجه الخطر من جراء أحداث فلكية مثل الكويكبات أو المستعرّات الأعظم Supernova التي يفوق نورها ضوء الشمس بملايين المرات. وهناك خطر آخر بسببنا، فإذا أردنا البقاء على قيد الحياة كنوع علينا الانتشار في الفضاء".
لقد تنبأ هوكنغ أصلاً أنه بقي لنا 1000 سنة تقريبا للعيش على الأرض، ولكن علينا أن نسرع الأمور قليلاً، حيث ذكر عام 2017 أن أمامنا مئة سنة تقريبا لاحتلال كوكب جديد ـ مثل المريخ ـ أو نواجه خطر الموت بسبب كوارث طبيعية أو فلكية أو انفجار سكاني.
تغير المناخ:
لابد بالطبع أن يكون أحد الأسباب الرئيسة كضرورة مغادرة الأرض في السنوات المئة القادمة، مرتبط بالتغير المناخي. لقد أعلن هوكنغ بصراحة حول هذا الموضوع طوال حياته، بما في ذلك حين اختار دونالد ترامب الانسحاب من معاهدة باريس للمناخ. يقول هوكنغ لأخبار بي بي سي:
"إننا نقترب من الذروة حيث يصبح من المتعذر قلب الانحباس الحراري العالمي. إن قرار ترامب قد يدفع بكوكب الأرض نحو حافة الهاوية، لتصبح مثل كوكب الزهرة، ذات درجة حرارة 250 درجة، وأمطار حمضية. إن التغير المناخي هو أكبر الأخطار التي نواجهها، وأحد الأخطار التي يمكننا تفاديها إذا قمنا بالتصرف الآن. إن إنكار دونالد ترامب لحقيقة التغير المناخي، الانسحاب من معاهدة باريس للمناخ، سيكونان سبباً لحدوث ضرر بيئي لا يمكن تفاديه لكوكبنا الجميل، وتعريض العالم الطبيعي للخطر، لنا ولأولادنا".
لقد رأينا أن الآثار الشديدة للتغير المناخي تزداد سوءاً في السنوات الأخيرة، عبر كوارث طبيعية واسعة المدى. ففي عام 2017 دمرت الأعاصير خلال أيام كل من فلوريدا، تكساس، وبورتوريكو. ولم تسترد بورتوريكو عافيتها بشكل كامل حتى الآن.
الرأسمالية ستقضي علينا:
أخيراً، أدلى هوكنغ بأحد أهم تصريحاته حول أضخم الأخطار التي تواجه مستقبل المجتمع المتحضر ألا وهي الرأسمالية. ففي دورة عام 2016 لبرنامج "أسألوني أي شيء" على موقع Reddit، ذكر هوكنغ أن العدالة الاقتصادية ستصبح أسوأ لأن من يتحكم بالسلطة أصبح أقرب إلى الذكاء الصناعي.
إذا كانت الآلات تنتج كل ما نحتاجه، فإن النتيجة ستعتمد على طريقة توزيع الأشياء. يمكن لكل شخص أن يتمتع بحياة رغيدة إذا تمت المشاركة بالثروة التي تنتجها الآلة، أو سينتهي الأمر بغالبية الناس إلى فقر بائس إذا تمكن مالكو الآلات من النجاح في التأثير على إعادة توزيع الثروة. يبدو أن التوجه حتى الآن هو نحو الخيار الثاني، حيث تتزايد اللامساواة بسبب التكنولوجيا بشكل دائم.
صحيح أنه طالما استمرت الأتمتة بقيادة العالم. سيتم استبدال المزيد والمزيد من الوظائف. من الناحية النظرية، يمكن لهذا الأمر أن يكون رائعاً للمجتمع إذا تمت المشاركة بالثروة، حيث يمكن لأي كان أن يعيش أسلوب حياة مميزة بفضل الذكاء الصناعي. وإلا، ستكون النتيجة أن تصبح نسبة صغيرة من الأثرياء أكثر ثراء في حين يعاني الكثيرون.
هذا الأمر هو الأخطر، لأن من يحكمنا لن تكون الكائنات الفضائية أو القادة المهزوزون، أو الكوارث الطبيعية، بل مجرد الجشع الإنساني.