مستقبل الخيال العلمي للبشرية ـ هل نحن مستعدون حقاً للروبوتات الذكية؟
كيف سيكون مستقبل البشرية مع ازدياد اعتمادها على الحواسيب والآلات؟
تشكل الأجهزة المستقبلية مثل السيوف الضوئية وسفن الفضاء التي تتجاوز سرعتها سرعة الضوء وناقلات البشر عماد الخيال العلمي المستقبلي Sci-Fi Future ، ولكنها في الوقت ذاته تكمن خارج نطاق فهم البشرية و سيطرة الإنسان - في الوقت الراهن على الأقل - ومع ذلك فقد طور الإنسان بمرور الوقت حدود ما يمكن للتكنولوجيا أن تقدمه، إلا أن ذلك قد أثار القلق لدى البعض حول ضرورة أن نولي مزيداً من الانتباه تجاه قصص الخيال العلمي التحذيرية فيما يتعلق بالتكاليف الخفية التي تترتب جراء الاعتماد الكبير على التكنولوجيا خاصة عندما يتعلق الأمر بالإنسان الآلي والذكاء الاصطناعي.
ماذا يعني للبشرية أن تصبح الآلات أكثر تعقيداً وتخصصاً بل وربما تصبح قادرة على التفكير والتصرف بمفردها بمعزل عن أوامر ورغبات صانعيها؟؟
- صديق أم عدو:
تتركز المخاوف تجاه الذكاء الاصطناعي من نشوء حواسيب ذات ذكاء خارق يمكن أن يفوق ذكاء الإنسان، ففي الواقع قد تكمن مخاطر الذكاء الاصطناعي الوليد في تماثله مع الذكاء الإنساني، فهذا الذكاء الذي نشأ من قاعدة البيانات الإنسانية يحتمل أن يتشكل بنقائص وعيوب البشر مما يجعله عصبياً وعابساً بقدرنا.
ولكن حتى لو تمكنت الروبوتات من التفكير بمفردها فلا يعني ذلك بالضرورة أن الغلبة ستكون لها.
تقول Newitz مؤلفة رواية (المستقل Autonomous) التي نشرتها دار تور للكتب عام 2017: " أن الإنسان الآلي إذا فكر وشعر كالبشر فما زال يعتبر ملكية وملزم بعقد لصاحبه لمدة عشر سنوات أو إلى أن يغطي تكاليف صنعه".
"لقد شكلت العبودية عبر تاريخ البشرية حجر الأساس للاقتصاد، ومن المحتمل أن يستمر ذلك في عالم المستقبل ليشمل الروبوتات الذكية، مما قد يرسخ مؤسسة العبودية للبشر على حد سواء".
في رواية (المستقل)، وحين تصبح شخصية الروبوت (بالادين Paladin ) قادرة على الإدراك الذاتي، فقد فهمت معنى أن تكون شخصاً في عالم حيث لا يتطابق بالضرورة الوجود كشخص مع الحرية الشخصية.
إن الروبوتات الذكية والمستقلة فعلاً قد توجد فقط في عالم الخيال العلمي، إلا أن الذكاء الاصطناعي قد خطا مؤخراً خطوات واسعة نحو سلوكيات نعتبرها مقتصرة على الإنسان كالفن وتأليف الأغاني وحتى كتابة الروايات.
- أماكن شديدة الظلمة:
قد يكون صعباً التنبؤ بكيفية تطور التكنولوجيا الحالية في المستقبل، لأنه غالباً ما يتم إطلاق التكنولوجيا المتطورة واستخدامها على نطاق واسع دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج على المدى الطويل.
تستكشف رواية (العالم الآخر Otherworld) ـ منشورات ديلاكورت 2017 ـ لمؤلفيها ميلر وجاسون سيغيل، شكلاً متطوراً من الحقيقة الافتراضية التي تشمل جميع الحواس، وتطرح تساؤلات حول نتائج قضاء أشهر وربما سنوات في الفضاء الافتراضي. ففي العالم الواقعي، تعتبر تجارب الحقيقة الافتراضية جديدة نسبياً، إلا أننا قد نكتشف بمرور الزمن أن بإمكان التكنولوجيا أن تتسلل إلى الحياة اليومية بطرق لم نكن نتوقعها، فمن كان يظن منذ خمس سنوات مضت أن الفيسبوك ـ وهو منصة للتواصل الاجتماعي ـ يمكن أن يلعب دوراً حيوياً في الانتخابات الرئاسية؟ وما هي النتائج غير المتوقعة التي قد نراها خلال خمسة أعوام قادمة من خلال الانتشار الواسع للحقيقة الافتراضية؟
ويقول ميللر : " يتولد شعور لدى بأننا ذاهبون إلى أماكن شديدة الظلام، وربما أسرع مما نحن مستعدون لمواجهتها" .