عميل سري رابوطي بين السمك
إبتكر علماء من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا سمكة رابوطية قادرة على الاندماج بصورة جيدة في فوج السمك، وحتى التأثير في أنماط سلوكه. ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة Bioinspiration & Biomimetics ان السمكة صممت لتكون بمثابة "عميل سرّي" قادر على التسلل الى حيث مجتمع السمك، والتفاعل مع أفراده. ترتبط السمكة بمحرك في قاعدة حوض السمك، يعمل على تحريكها من خلال الماء. وعندما تكون السمكة ضمن فوج السمك الحقيقي، فان النظام يتعلم كيف يحاكي أفضل حركات السباحة لديه.
صمّم العلماء السمكة الرابوطية بحيث يسهل إندماجها في مجتمع السمك، فقد جاءت بنفس لون وشكل وخصائص ونمط تخطيط سمك الزرد الحقيقي. ولجعل السمكة الرابوطية التي بلغ طولها سبعة سنتيمترات، أكثر قرباً من السمك الحقيقي، درس العلماء سلوك سمك الزرد، بما في ذلك سرعته الخطية وتسارعه واهتزازاته وإيقاع حركات ذيله، إضافة الى حجم الفوج والمسافات بين أفراده. وقد أجروا التجارب على السمكة الرابوطية التي وضعت مع عشرة أفواج مختلفة من السمك، يتكون كل منها من أربع سمكات، وضعت في أحواض ومتاهات من غرف وممرات، وجرى مقارنة النتائج مع أفواج سمك بكل منها خمس سمكات حقيقية، ولا يوجد معها سمكة رابوطية.
لاحظ العلماء أن السمكة الرابوطية اندمجت جيداً مع السمك الحقيقي، وحتى انها أثّرت في سلوك سباحته. فقد تقبل السمك الحقيقي السمكة الرابوطية دون مشكلات، وكانت السمكة الرابوطية قادرة على محاكاة سلوك السمك الحقيقي وحفزه على تغيير اتجاهه، والسباحة من غرفة الى أخرى. كما لم يسجلوا أية اختلافات بين مجتمع السمك المتضمن السمكة الرابوطية، ومجتمع السمك الحقيقي. ويقول العلماء، ان السمكة الرابوطية استخدمت منذ سنوات لقياس نوعية المياه ودرجة حموضتها دون التسبب بأي إزعاج لمستخدميها، لكن السمكة الجديدة تأتي لتعرّف كيف يتحرّك السمك ويحس في مختلف البيئات، بما فيها البيئات المظلمة. إضافة إلى دراسة طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الأسماك، وتعلم كيفية صنع رابوطات مستوحاة من الحياة، تشبه الكائنات الحية.