شركة أبل هي اليوم عبارة عن دولة صغيرة
أصبحت شركة ابل / عملاق التكنولوجيا تساوي ما قيمته 700 مليار دولار ، وتقوم الشركة حالياً بإصدار سندات في سويسرا ، وقدوصل سعر الإغلاق لأسهم أبل ( 12202 ) دولار للسهم مطلع شهرآذار 2015 ،مما جعلها أول شركة أميركية تعبر عتبة ذروة السوق على الإطلاق .
وتقوم شركة أبل حالياً ببيع سندات في سويسرا أيضاً ،و هذا يعتبر طريقة ذكية من أجل التخفيف من صدمة المبلغ الهائل ، أي أنه وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال بإمكان أبل استخدام العائدات من مبيعات الديون لإعادة الاستثمار في نفس الشركة دون دفع ضرائب كانت ستدفعها لو أنها استخدمت أموالاً عائدة من الخارج .بالإضافة إلى ذلك فإن معدلات الفائدة العالمية منخفضة جداً بحيث أن بيع السندات طريقة رخيصة جداً لزيادة الأموال .
ويتوفر لدى شركة أبل الكثير من الأموال – 178 مليار دولار – نقداً باليد ( وهذا أكثر من ضعف قيمة شبكة بيل غيتس الذي يعتبر أغنى رجل في العالم ) ، مما يجعلها تملك تأثيراً مالياً يعادل ما تملكه دولة ليست بالصغيرة .
إن ثروة الشركة البالغة( 178 مليار دولار ) يضعها بالتساوي مع الناتج الإجمالي المحلي لدولة مثل نيوزيلندا و متفوقة بذلك على دول مثل فيتنام , المغرب و الإكوادور و ذلك وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي .
يقول الخبراء : لو كانت أبل دولة فإنها ستحتل المرتبة الخامسة و الخمسين الأغنى في العالم .
تساعد مثل هذه المقارنات على تأكيد كم تملك أبل من الأموال و لكن هذا ليس فارقاً دقيقاً فعلى سبيل المثال و بالرغم من أن أبل قد دخلت التاريخ بما تملكه فإن هناك دولاً على درجة من الثراء و ربما أكثر ثراء .
و في تلك الحالة لم تصل شركة أبل حتى الآن لأعلى نقطة وصلتها شركة مايكرو سوفت في عام 1999 ( كانت تقدر ثروة مايكرو سوفت بـ 620 مليار دولار في ذلك التاريخ مما يتجاوز 8702 مليار بقيمة الدولار هذه الأيام ) و هذا يؤكد على حقيقة أن ثروات التكنولوجيا يمكن أن تتغير بسرعة ، و في النهاية فإن قيمة أبل تساوي حالياً أكثر بمرتين مما تساويه شركة مايكرو سوفت و البالغة 349 مليار دولار .
وقد اكتسبت شركة أبل في عام 1999 شهرة عالمية لصنعها حواسيب آي ماك الملونة( iMac) التي غزت مختبرات الحاسوب في المدارس الثانوية في جميع أنحاء العالم ، ولكن وعلى الرغم من ذلك لم تتمكن أي شركة تكنولوجيا في العالم حتى اليوم من الوصول إلى قيمة مماثلة لقيمة شركات التجارة في القرن الثامن عشر ، حيث وصلت قيمة الشركة الهولندية للهند الشرقية (أول شركة تجارية علنية في العالم )وهي في أوجها و حسب العديد من التقديرات إلى ما يزيد عن ( 7 تريليون دولار ) حسب قيمة الدولار الحالية ، و هذا الرقم يساوي عشرة أضعاف قيمة أبل في أيامنا هذه.