دراسة جديدة تغريدات تويتر يمكن أن تكشف مستوى دخل المستخدمين
لقدأثارت فكرةالتنبؤ بالعمر أو الجنس أو الحالة الاقتصاديةوالاجتماعية للإنسان من خلال ربط بعض الكلمات وكيفية استخدامها،أثارت إعجاب علماءاللغة على مر التاريخ.
وقد خطى علماء متخصصون في مجال الحاسوب من جامعة بنسلفانيا خطوة كبيرة بهذا الاتجاه ، أي معرفة المعاني الدفينة للكلمات التي يكتبها المستخدمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قاموا بمتابعة تغريدات أكثر من ( 5000 ) مستخدم لموقع تويتر وتمكنوا من خلال مراقبة سلوك هؤلاء المستخدمين وربط الكلمات التي يستعملونها من التعرف على شريحة الدخل الخاصة بهم.
وترأس فريق البحث الدكتوردانيل بريوتيوك بيترو وهو باحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في مركز علم النفس الإيجابي في بينز في مدرسة الفنون والعلوم بالتعاون مع الباحثة سفيتلانا فولكوفا من جامعة هوبكنز Johns Hopkins University والباحث فاسيليوس لامبوس من جامعة لندن University College London والباحث نيكولاس اليتراس ويورام باشراش من مركز بحوث مايكروسوفت Microsoft Research.
وقد اتخذ فريق الباحثين مساراً معاكساً للمسار الذي سلكه علماء النفس واللغة على مر الزمان، فعوضاً عن طرح أسئلة مباشرة، نظر العلماء إلى مايقوم المستخدمون بنشره في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي غالباً تفاصيل خاصة فضلاً عن افتقار هذه المنابر إلى أي نوع من الخصوصية، مما قد يساعد مستقبلاً على اعتمادها كأدوات للبحث التي يُمكنها أن تدعم أو تستبدل أدوات الاستبيان المكلفة والمحدودةوالتي قد يشوبها الانحياز.
وبالنسبة لهذه التجربة، بدأ الباحثون بالنظر إلى الكلمات التي يصف مستخدمو تويتر أنفسهم بها، وذلك باستخدام نظام رموز العمل المعتمد في بريطانيا والذي يقسم المهن إلى تسع فئات ، وقد تكمن الباحثون باعتماد التسلسل الهرمي لهذه الرموز من تحديد متوسط الدخل لكل رمز ، ثم سعوا إلى الحصول على عينة لكل رمز بمتابعة تغريدات مستخدمي تويتر الذين تم اختيارهم لهذا الغرض ، وانتهى المطاف بهذا التصنيف إلى 5191 مستخدم لموقع تويتر وأكثر من 10 ملايين تغريدة ليتم تحليلها.
ويقول بريوتيوك بيترو: "هذه أكبر مجموعة بيانات من نوعها لهذا النوع من الأبحاث، وستمكننا مجموعة البيانات هذه من القيام بشيء ما لم ينجزه أحد من قبل."
وقدانشأ الباحثون لغة طبيعية إحصائية تعالج الخوارزميات التي تم سحبها على شكل كلمات ، والتي يقوم الناس في كل فئة رمزية باستعمالها بشكل مميز وخاص، حيث تم تجميع من يميلون إلى استخدام كلمات معينة أو متشابهة في فئات محددة ،وكانت وظيفة الخوارزميات أن "تفهم" ما هو الأكثر توقعاً لكل فئة، ثم قام الباحثون بتحليل هذه المجموعات وأعطاهادلالات (كيفية) .
وقد أثبتت بعض النتائج ما هو معروف فعلياً، فعلى سبيل المثال بإمكان مفردات الإنسان أن تكشف العمر والجنس، وان هذه الأمور مرتبطة بالدخل. لكن بريوتيوك بيترو يُضيف أن هناك بعض المفاجآت الأخرى، ومنها على سبيل المثال، أن أولئك الذين يجنون دخلاً جيداً يميلون إلى التعبير عن خوفهم وغضبهم عبر موقع تويتر، في حين أن أولئك الذين يشعرون بالتفاؤل هم أصحاب الدخل الأقل، ولكن النصوص الواردة من هذه الشرائح ( الأقل دخلاً ) تحمل قدراً أكبر من الكلمات النابية، في حين أن أولئك الذي ينضمون إلى شرائح أعلى أي من أصحاب الدخل المرتفع فإنهم يناقشون عادةً الأمور السياسية والمؤسسات والعالم غير الربحي.
وقد لاحظ اليتراس الصورة الكلية التي انبثقت من استعمال موقع تويتر بقوله: "يستعمل المستخدمون أصحاب الدخل الأقل أو أولئك الذين يتمتعون بحالة اقتصادية واجتماعية أقل موقع تويتر أكثر كوسيلة تواصل فيما بينهم" ، ويضيف أن "أصحاب الدخل المرتفع يستعملونه أكثر لنشر الأخبار، ويستعملونه بشكل مهني أكثر مما يستخدمونه علىالصعيد الشخصي."
يضيف لامبوس:"اثارت هذه الصلات مثل العلاقات بين ما وصفه الباحثون على أنه تعبير عبر الشبكة وبين البيانات الديموغرافية السابقة التي تم تجميعها بالوسائل التقليدية خارج الشبكة، مثل مجموعة المهن أو مستويات الدخل،أثارت كثيراً من الاهتمام، خاصة وأن هذه الدراسة ستكون بداية لأبحاث ودراسات أخرى من أجل تسليط الضوء على بعض العوامل المحتملة والمسببة لهذه العلاقات، فضلاً عن التحقق من كيفية توافق هذه الملاحظات حول دخل المستخدم مع حقيقة الواقع".