ثورة انترنت الأشياء وعود بتحديات جديدة في عالم تقنية المعلومات
حصلت نهضة "انترنت الأشياء IoT" بفضل رقائق التخزين المميزة والاقتصادية، والتي تمنح آلية توصيل أفضل، وهي تعد بمستقبل مشرق يتجاوز فيه ذكاء الانترنت عالم الأجهزة الذكية والحواسيب، ولكن على صعيد آخر فإن هذا المسار الجديد سيكون انترنت الأشياء مصدراً للقلق والمخاوف بسبب إمكانية انتهاك الخصوصية وتزايد حدوث اختراق لهذه الشبكة العالمية.
لقد أصبح الآن بوسع الأجهزة والأشياء المعروفة التي تتمتع بذكاء الانترنت – مثل المنازل والسكك الحديدية والأبنية والجسور – أن تُراقب وتتواصل وتستجيب عند وقوع أي تغيرات مناخية لها، ومن خلال إمكانية تواصل عدد أكبر من الآلات مع بعضها باستعمال توصيلات انترنت الأشياء، فستحظى الشركات بكمٍ هائلٍ من المعلومات الجديدة النفيسة، وهي رهن إشارتها للتحليل والبحث.
ويتوقع معهد ماكينزي العالمي أن الإمكانيات الكامنة في إنترنت الأشياء هائلة وأنها ستُضيف ما بين 2.7 و6.2 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي سنوياً بحلول العام 2025.
إن نجاح هذا النظام البيئي الناشىء ecosystem لإنترنت الأشياء سيعتمد على بنية تحتية صلبة للسحابة الالكترونية، التي تدير جميع هذه الأجهزة والبيانات وأجهزة الاستشعار الجديدة، وبما أن مزيداً من الشركات تسعى إلى الاتصال بالبنى التحتية الحالية المتصلة بالأجهزة المزودة بإنترنت الأشياء، فإنها ستلتفت إلى العامة وتعرض عليهم سحباً الكترونياً في سبيل إدارة وتقييم الأنظمة لديهم، وهذا يعني تقديم عروض صحيحة للحوسبة السحابية يسمح للشركات أن تُخزن وتُعالج بيانات انترنت الأشياء التي تجمعها، وان تقوم بإعداد قوانين ونماذج خاصة لتخزين المعلومات لغرض الاستفادة منها والتعامل معها لاحقاً.
إلا أن التبني السريع لإنترنت الأشياء ينطوي أيضاً على عدد لا يُحصى من المشاكل الأمنية الجديدة ومشاكل المنصات الالكترونية التي تتطلب من شركات تقنية المعلومات إيجاد حلول لها ، ومما يزيد الأمر صعوبة وتعقيداً أن ذلك سوف يتزامن مع تحول الكثير من الكيانات الاقتصادية إلى الحوسبة السحابية.
ويمكن القول أن الصعود الحاد والمتواصل لإنترنت الاشياء يخلق "منصة هجومية" بحجم غير مسبوق، مع مراعاة ازدياد الأصول والأجهزة المتصلة ببعضها البعض، وهذا بحد ذاته يعتبر تغييراً يسبب صداعاً جديداً لتقنية المعلومات بسبب اشتراك مجموعات جديدة ضخمة جداً من المنصات والبروتوكولات عبر هذه الشبكة الهائلة .
ومع إنترنت الأشياء سيكون بمقدور أي شخص السيطرة على أي شيء تتم إدارته بواسطة أي جهاز حاسوب وذلك في حال استطاع هذا الشخص اختراق ذلك الحاسوب ، ولا داعي لأن نجنح بمخيلتنا بعيداً، فيمكننا ببساطة تخيل بعض الطرق لكيفية سير الأمور سيراً خاطئاً عن سابق إصرار وترصد مع هذه التقنية الجديدة.
وقد حُددت المخاطر المحتملة (ونشرت على الملأ) لنوع من الأجهزة المعنية التي يمكن استخدامها لهذا الغرض مثل أجهزة التلفاز الذكية، ومضخات الحقن الوريدية، ومُنظمات ضربات القلب، والأنظمة الالكترونية للسيارات وعبر اتصال تريليون جهاز حول العالم ، وهذه أمثلة بسيطة فحسب من كمٍ لا مجال لإحصائه، فإن الشبكة ستصبح مسامية أي قابلة للاختراق وهذا أمر يدفع بالمختصين في تقنية المعلومات وأنظمة الأمان إلى الكثير من الريبة والقلق.
ومما يزيد الطين بلة أن غالبية الأجهزة التي لا تنضم إلى عائلة الهواتف أو الحواسيب أو أجهزة التابليت لن تتلقى أي تحديثات تلقائية، وفي عدة حالات لن يتمكن المستخدمون النهائيون من تحديث البرامج الأساسية المثبتة بأنفسهم.
وكما هي الحال دائماً، يكمن التحدي بالنسبة إلى تقنية المعلومات في اكتشاف كيفية معالجة هذه التحديات الأمنية بدون أي مشاكل، وإذا كان الماضي هو المقدمة فحسب، فإن هذه الآلام المتنامية ستكون جزءاً من مرحلة انتقالية أخرى في تاريخ التكنولوجيا الذي سيغلفه الكثير من المخاوف في المستقبل القريب.