تقنية لدراسة تاريخ الخلية وعلاقاتها
طور باحثون تقنية جديدة لقراءة تاريخ و "شجرة العائلة" للخلية، يمكن بها تسجيل تاريخ حياة الخلايا الحيوانية مثلا، وعلاقاتها بالخلايا الأخرى وأنماط اتصالاتها والأحداث التي أثرت بها. ويقول الباحثون أن التقنية المسماة MEMOIR تتيح للخلايا تسجيل تاريخها في مادتها الوراثية وتتيح لنا امكانية قراءة تلك المعلومات باستخدام طرائق مجهرية متقدمة.
في الدراسة التي نشرت في مجلة Nature،يقول الباحثون من معهد كاليفورنيا للتقنية أنه من المعتاد رؤية حالة الخلية في اللحظة التي ندرسها فيها تحت عدسة المجهر. لكن ما نريده فعلا، معرفة تاريخ هذه الخلية، ومن أقرباءها، ومع من تتكلم وأين. ويقولوا ان التقنية الجديدة تستخدم حاليا لقراءة تاريخ خلايا الفئران، لكنها ستساعد في فهم تطور الأنسجة والأجهزة عند الحيوان، وفي دراسة الاختلالات التطورية في الأنسجة، كما في الأورام.
وبنفس الطريقة التي يستخدم بها البيولوجيون DNA لتتبع الخطوط الزمنية للانسان والأنواع الحيوانية المختلفة، فان علماء البيولوجيا الجزيئية يمكن أن يستخدموا DNA لتتبع الخطوط الزمنية للخلايا. فمع نمو الحيوان تنقسم خلايا جسمه وتتضاعف، وتكوّن أجيالا جديدة من الخلايا. لذا يعمل علماء البيولوجيا الجزيئية على تطوير طرائق مختلفة لاعادة بناء الخطوط الزمنية للعائلات الخلوية، والإجابة عن الأسئلة حول متى وكيف تتطور.
التقنية الجديدة أثبتت فاعليتها في تحقيق هذه الأهداف، وهي تتضمن تقنيتين أساسيتين: في الأولى يتم إجراء تغيير في DNA خلية في جسم حيوان ما، ثم تتبع هذا التغيير في الخلايا الناتجة عن انقسامها. فخلايا الجسم التي يوجد فيها هذا التغيير تكون من نسل الخلية الأصلية موضوع التجربة. وفي التقنية الثانية يتم تحديد الجينات الفاعلة في الخلية المفردة وهي في مكانها الطبيعي في الجسم.
ويقول الباحثون ان أوجه الاستفادة من التقنية الجديدة كثيرة، ومن ذلك مثلا تتبع نشاط مسارات مختلفة في الخلايا المفردة، وتعرّف كيف تعمل هذه المسارات معا لتساعد الخلية في اتخاذ قراراتها، كما في حالة اتخاذ خلية جذعية القرار لتتحول الى خلية عصبية أثناء التطور الجنيني.