تغذية الطفل بالطرق الصحيحة
ترجع معظم مشاكل التغذية عند الأطفال إلى الطرق التي تتبعها الأم في تغذية طفلها.وقد اجمع الأخصائيون على أنه من واجب الأم أن تعمل على تغذية طفلها بالطرق الصحيحة، وفي مقدمتها ما يلي:
• لا تحاولي تهديد الطفل أو إخافته إذالم يتناول الطعام بأن تقولي له أنه سيبقى صغيراً ولن يصبح طويلاً كوالده ، فالأطفال هذه الأيام أصبحوا قادرين على الفهم العميق والمفصل لما يسمعونه منك أومن الآخرين ، إن التهديد وبث القلق في نفس الطفل لن يحل المشكلة بل سيؤدي إلى مزيد من العناد وقلة الشهية لديه .
• لا ترغمي الطفل على تناول طعام لا يحبه وتذكري دائماً أن شهية الطفل تتغير حسب مراحل عمره ونموه ، وإن لم يأكل ما ترغبين بإطعامه له اليوم سوف يتناوله بكل شهية في الغد .
• يجب أن تلتزمي بمواعيد إطعام طفلك فالفترة المثالية للأطفال بين الوجبات تتراوح من ساعتين إلى ثلاث ساعات حتى يتمكن الطفل خلالها من النوم أو اللعب الذي يساعده على هضم الطعام والشعور بالجوع وبالتالي الإقبال على تناول الوجبة التالية بشهية .
• إن تناول الحلويات بكثرة مثل الشوكولاته بين الوجبات يقلل من شهية الطفل ، حاولي ان يكون تناول طفلك للحلويات قبل موعد الطعام بساعة أو أكثر على الأقل.
تذكري أن شهية الطفل تكون كبيرة في السنة الأولى من عمره لأن نموه يكون سريعاً ويتطلب تغذية متواصلة ، ولكن هذا النمو لا يبقى سريعاً بنفس الوتيرة في السنوات اللاحقة،وهناك عوامل كثيرة تؤدي إلى إضعاف شهية الطفل بعد السنة الأولى وفي مقدمتها ( التسنين ) أي بدء ظهور الأسنان والتي يعاني منها الأطفال مما يؤدي إلى فقد شهيتهم ، بالإضافة إلى حالات فقد الشهية عندما يكون الطفل مريضاً وتعود شهيته الطبيعية للطعام بعد الشفاء .
ويحذر الأخصائيون الأمهات انه إذا فقد الطفل شهيته ولا توجد أسباب مرضية واضحة فإن المشكلة عندها تكمن في الأم والطفل معاً :
فالأم قد تغضب كثيراً عندما تقوم بإعداد الطعام لطفلها ولكنه يرفض أن يتناول لقمة واحدة منه ويشيح بوجهه ويغلق فمه ، وعندها قد تبدأ بتوبيخ الطفل أو تحاول إلهائه بلعبة ما كي يفتح فمه ويناول الطعام ، أو إرغامه على تناول الطعام وعندما تذهب كل محاولاتها سدى ، تنتابها حالة الغضب والقلق والتي يلاحظها الطفل ويفهمها جيداً .
أما بالنسبة للطفل الذي يبدأ في السنة الثانية من عمره بتكوين شخصيته المستقلة فإن قلق الأم الظاهر وردود فعلها الغاضبة عندما يرفض تناول الطعام هي الإثبات الممتاز له بأنه يستطيع أن يفرض وجوده ويلفت اهتمام العائلة كلها له وفي هذه الحالة يزداد عناداً ، ويتحقق له النجاح الكبير الذي يريده ، أما التوبيخ أو إرغام الطفل على تناول الطعام سيؤدي إلى مزيد من العناد في المرات القادمة .
تذكري أن شهية الطفل تتقلب من عام لآخر وأحياناً من يوم لآخر ، لذلك لا تقلقي كثيراً ولا تظهري لطفلك انزعاجك الشديد من عدم تناوله الطعام . اتركي الطعام أمامه لمدة نصف ساعة على الأكثر ولا تظهري أي انزعاج إذا لم تناول منه لقمة واحدة ، ففي المرة القادمة ستلاحظين انه سيتناول الطعام لوحده وانه تعلم الدرس .