المد الأحمر
المد الأحمر ظاهرة شائعة في العالم تحدث حيث يزداد تركيز الطحالب وازدهارها بسبب السوطيات والكائنات الأخرى. يحتوي البعض من هذه السوطيات والعوالق النباتية الموجودة في المد الأحمر على خضاب من ألوان متنوعة تسهل عملية التمثيل الضوئي. عندما تحدث ظاهرة المد الأحمر يتغير لون المياه حيث يتراوح ما بين البني بلون الصدأ والوردي وحتى الأحمر القاني.
أما من حيث المكان، فالأنواع التي تسبب المد الأحمر تتواجد في الخلجان، المحيطات، وفي أماكن حيث تكون المياه مالحة لأن بإمكانها العيش فقط في هذه المياه كما يمكن لعدة عوامل منها الرياح، الطبيعة الملحية، والمواد المغذية أن تؤثر في معدل نمو تلك الأنواع.
العوامل التي قد تساهم في تشكل المد الأحمر:
مازال السبب الحقيقي وراء ظاهرة المد الأحمر مجهولاً، إلا أن الخبراء وضعوا عدة نظريات بهذا المجال، تقول إحدى النظريات أن المد يحدث نتيجة النفايات التي يرميها البشر في المحيطات والمساحات المائية مثل فائض الري الزراعي والصرف الصحي. السبب الآخر هو الفصل والطقس، حيث تمكن الخبراء من معرفة أن تركيز الطحالب وازدهارها يكون أكثر وضوحاً في فصل الصيف حين يكون الطقس أكثر دفئاً من الفصول الأخرى التي عادة ما تكون باردة. ومن الجدير بالملاحظة أن تغييرات المناخ الأخيرة تعني أن الازدهار يحدث أيضاً في الشتاء. ترى نظرية أخرى وجود زيادة في الغبار المحمل بالحديد والقادم من الصحراء الكبرى، حيث يعتقد أن هذا الغبار يوفر المواد الغذائية الضرورية لازدهار الأنواع المسببة للمد الأحمر، كما وضع خبراء آخرون نظرية أن بعض الازدهار الذي يحدث في ساحل المحيط الهادي سببه الحوادث المناخية الواسعة مثل (الينو) المدمر. أما في خليج المكسيك فالمد الأحمر من الظواهر الشائعة منذ أمد طويل دون معرفة السبب الواضح وراء تلك الظاهرة.
آثار المد الأحمر على الحياة البحرية:
قد لا تكون تلك الحوادث الطبيعية سامة دائماً، إلا أن بعضها يفرز سموماً مدمرة للحياة البحرية، وفي الحالات التي تكون فيها ضارة، من الطبيعي مشاهدة أسماك ميتة تنجرف إلى الشاطئ ربما بعد انقضاء المد بحوالي أسبوعين.
ومع ذلك لا تتأثر كامل الحياة البحرية بهذا الأمر حيث تتمتع بعض الكائنات كالرخويات، والمحار والبطلينوس بمناعة ضد السموم إلى درجة أنها تخزنها في أجسامها. تحدث المشكلة بالنسبة للكائنات الأخرى حين تستهلك الصدفيات المتعضيات المجهرية المسببة للمد الأحمر والتي تؤكل بدورها من قبل كائنات أخرى.
وبالتالي، فإن السموم المميتة تنتقل إلى الأحياء الأخرى ويمكن لبعض تلك السموم مثل (ساكسيتوكسين) أن يسبب الشلل بل حتى الموت في حال تناوله.
يتأثر الإنسان بهذه الدورة لأنه يتناول السمك، إذ يتعرض الشخص الذي يتناول الصدفيات الملوثة لمشاكل تتعلق بالنقل العصبي، بل يمكن لبعض تلك السموم الانتشار في الهواء والدخول إلى جسم الإنسان عن طريق التنفس. إن الشخص الذي يستنشق ذلك الغبار الجوي يصاب بصعوبة في التنفس خلال ساعة واحدة من التعرض له.