اكتشاف نوع جديد من الأجرام في مجموعتنا الشمسية
اكتشف علماء الفلك نوعاً جديداً من الأجرام في مجموعتنا الشمسية يتمثل في كويكب ثنائي نشط أطلقوا عليه الاسم Body 288P. ويقولوا إنه أول جرم هجين يعرف بأنه يتكون من صخرتين تدوران حول بعضهما. وهذ الكويكب الذي يشبه الى حد كبير المذنب، يترك ذيلاً من الغاز والغبار في مساره.
تقليدياً، الخط بين الكويكبات والمذنبات واضح الى حد ما. فالكويكبات هي قطع من الصخور والمعادن، في حين أن المذنبات جليدية، مما يجعلها تترك خلفها ذيلاً من البخار عندما تسخن بفعل أشعة الشمس. لكن كلما درسنا هذه الأجرام أكثر، قل وضوح هذا الخط. فالكويكبات النشطة تطلق الغبار والغازات فتأخذ مظهر المذنبات. لكن هذه نادرة، إذ لا يعرف حالياً سوى 20 مثالاً منها. وعندما تدور هذه الأجرام في داخل حزام الكويكبات الذي يوجد بين المريخ والمشتري، فانها تسمّى مذنبات الحزام الرئيس.
الكويكب Body 288P اكتشف في سنة 2011م، والصور الملتقطة من تلسكوب هابل في ذلك الوقت أشارت الى أنه نشط. لكن الكويكب كان آنذاك بعيداً عن الأرض بما لا يسمح بتفحصه جيداً. وفي أيلول/ سبتمبر 2016م، كان الكويكب في أقرب نقطة له من الشمس، ومر على بعد 200 مليون كيلومتر من الأرض. وقد استخدم علماء من معهد ماكس بلانك تلسكوب هابل لتصويره. وقد إتضح عندها أنه يتكون من جسمين منفصلين وليس من جسم واحد، مما يجعله أول مذنب ثنائي من الحزام الرئيس.
ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة Nature، أن دراستهم للكويكب كشفت بعض المظاهر الفريدة له، فمعظم الكويكبات الثنائية تتكون من جسم واحد كبير، مع (قمر) أصغر يدور حوله. لكن الكويكب Body 288P يتكون من جسمين لهما الحجم نفسه تقريباً، فكل منهما عرضه كيلومتر واحد تقريباً. وهما أبعد عن بعضهما أكثر من المعتاد، إذ يدوران حول بعضهما من على مسافة 100 كيلومتر تقريبا. ويعتقد العلماء أن الدوران السريع قد يكون السبب في إنقسام الكويكب، لكن حقيقة أن الكويكب لا يزال نشطاً تقترح أن هذا التشكل حديث نسبياً، وقد حدث قبل 5000 سنة تقريبا، وقد تسببت الغازات المندفعة في إبعاد الجسمين عن بعضهما. ويشير العلماء الى أنه من بين آلاف القطع التي تدور حولنا، فان هو جرم فريد كلياً. ويقولوا إن المزيد من الدراسات ضرورية لمعرفة مدى شيوع مذنبات الحزام الرئيس الثنائية في مجموعتنا الشمسية، وما الأدلة التي يمكن أن توفرها حول أصل هذه المجموعة.