مكافأة الأهل لأبنائهم على الجهد وليس على العلامات يشجعهم على الاستقامة ويخفف من الغش في الامتحانات
يعود عمر الغش في المدرسة إلى عمر المدرسة بحد ذاتها بداية من نقش الإجابات على الرسغ او اليد وصولاً إلى الآي بود المحمل بالإجابات و من المؤكد أن هذه المشكلة الأبدية لن تختفي قريباً .
وعلى الرغم من أن هناك تعريفات متعددة للغش إلا أنه تقنياً يعني ( انتحال عمل شخص آخر على أنه عملك ) و مما يثير الاستغراب أن البحث عن العلامات العالية لا ينحصر في طلاب المدارس الثانوية و الجامعات فقط بل إن الصغار يغشون أيضاً في كافة المراحل تقريباً و في كل أنواع المدارس .
ومن المعروف أن الأطفال يرغبون ألقيام بكل شيء بالشكل الصحيح ولتحقيق ذلك يلجأون لتقليد أصدقائهم أو أساتذتهم من أجل التوجيه أو من اجل التقليد بما في ذلك نقل إجابات زملائهم في الصف أثناء الإمتحانات .
تقول تعتقد لوسيل كالاهان و هي معلمة في روضة أطفال في بنسلفانيا أن التلاميذ بعمر الروضة لا يقصدون الغش عندما يقلدون عمل زميلهم الذي يجلس بجانبهم في الصف لأنهم بعمر 4 – 5 سنوات لا يقصدون الغش بل جل ما يتعلمونه هو إتباع التعليمات و الانتباه لفترات طويلة و تستطرد قائلة : " سيفهم هؤلاء الصغار فيما بعد أن النظر إلى ورقة زميل الدراسة يعتبر غشاً لذلك يجب على المعلم أن يشجعهم على إتمام العمل بأنفسهم وأن يقوموا بطلب المساعدة من المعلم بدلاً من البحث في أوراق زملائهم الذين يجلسون بجانبهم في الصف " .
في المرحلة الجامعية يلجأ الطلاب للغش عمداً ، وقد اعترف 68% من الطلاب في جامعة روتغيرز - نيو جيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال نتائج دراسة ميدانية لظاهرة الغش بأنهم خرقوا أنظمة الجامعة فيما يتعلق بمنع الغش و دفاعهم قي ذلك كان أنه حسب قاعدة بيانات التعليم على الانترنت فإن من يقوم بالغش يتمكن من الحصول على علامات أعلى بالإضافة إلى المنح التدريب المدفوع ، وغالباً ما يتوفر لهم مجالات عمل ناجحة ، يشجعهم على ذلك الغش وجود مجتمع يركز على النجاح و على الدرجات النهائية دون الاكتراث كثيراً بالبوصلة الأخلاقية .
يقول الباحثون انه لا حدود لوسائل وطرق الغش في العالم وأن الطلاب في جميع المراحل الدراسية قادرين على اختراع واكتشاف وسائل جديدة للقيام بذلك ، لكن وسائل الغش الأساسية الفعالة مازالت على حالها ونذكر منها :
1- وجود البديل القديم مازال ناجحاً :أي نقل عمل شخص آخر , تخزين أو تدوين المعلومات و النظر إليها في الامتحان , الهمس لرفاق الصف عند الحاجة إلى مساعدة , هي من أقدم طرق الغش .
2- إعادة التدوير : فالطلاب الذين اجتازوا فصلاً دراسياً أو صفاً دراسياً يمكنهم إعطاء أو بيع دفاترهم القديمة إذا لم يغير المعلمون الامتحانات أو الوظائف و الواجبات بشكل جذري فأن هذه الأوراق هي منجم ذهب لمن يمتلكها .
3- وسائل محمولة باليد : هواتف نقالة , آلات حاسبة , آيبود كل هذه الاجهزة يمكنها تخزين المعلومات التي قد يستخدمها الطلاب للغش في الامتحان و يمكن للطلاب أيضاً إرسال نص إلى الأصدقاء من أجل الإجابة أو نقل معلومة للآخرين حول امتحان فجائي .
4- الدخول إلى الانترنت : لقد غير الانترنت بشكل مثير طرق الغش لدى الطلاب ففي هذه الأيام يمكنك زيارة المواقع لتجد أوراقاً مكتوبة مسبقاً أو مقالات أو وظائف منزلية ، و غالياً ما تكون هذه المواقع مجانية و تقدم ثروة من المعلومات يمكن لطفلك نسخها و لصقها في دفتره المدرسي .
5- غرف و برامج المحادثة : يمكن أيضاً أيجاد غرف و برامج محادثة على الانترنت حيث يمكن للطلاب طرح الأسئلة حول امتحانات محددة أو إيجاد شخص يرغب بأن يعمل مقابل المال . يجب مراقبة هذه الفعاليات على الانترنت و ذلك بمتابعة المواقع التي زارها اولادك إذ أن المراقبة الشديدة المستمرة يمكن أن تمنع الغش .
إن فضائح الغش الأخيرة التي طالت اختبارات المقدرة الدراسية ( SAT ) و برامج الامتحان الرئيسية الأخرى هي خير مثال على ذلك حيث يختار الطلاب أن يدفعوا لمحتال لإجراء الامتحان لأن العديد من هذه الاختبارات تتم في مدارس متفرقة لا يعرف المراقبون فيها الطلبة معرفة شخصية المجاورة كل ما يحتاجه الأمر صورة عن الهوية الشخصية ، وهذا أمر سهل للتشابه بين الطلبة في عمر معين بشكل عام
كيف يمكن للأهل المساعدة لتفادي قيام أولادهم بالغش ؟
إن للأهل دوراً كبيراً في تعليم الأخلاق و غرس الاستقامة في عقول أولادهم , وفيما يلي بعض الأفكار التي تساعد الأهل على تحقيق ذلك :
• معرفة الواجبات ( الوظائف ) : إعطاء الاهتمام الحقيقي للوظائف المنزلية والعمل مع أولادكم كفريق من أجل الاستعداد للامتحان ثم التحدث عن النتائج لاحقاً ، وهكذا سيكون أولادكم أكثر ميلاً للأمانة معكم حول علاماتهم وكيفية تأديتهم للامتحان .
• التحدث إلى المعلم : إن حضور غجتماعات أولياء الأمور و أية اجتماعات أخرى مع المعلمين والمعلمات ومرشدي الصفوف يساعدكم في التعرف على رأيهم وقناعاتهم ومشاعرهم حول أداء اولادكم و ماذا يمكن أن تفعلوا معاً للمساعدة في الوصول إلى علامات أفضل .اسألوا المعلم عن طريقته لمنع الغش و ماذا يعلم الصغار حول الغش و إذا كان يشك في أن طفلكم يغش.
• كونوا ايجابيين مهما كانت العلامات : ادعموا أطفالكم مهما كانت علاماتهم و بذلك يعرفون أنهم غير مضطرين للغش فقط من أجل تكونوا سعداء و فخورين فإذا نالوا علامة سيئة دعوا الزمن يمضي لتجاوز ما حدث و خططوا من أجل الوصول إلى علامة أفضل في المرة القادمة .
• تفادي دفع النقود مقابل العلامات الجيدة : رغم أن التشجيع الايجابي يساعد في العديد من الحالات إلا أن الدفع مقابل علامات جيدة قد يشجع على الغش , لأن ذلك يقول للصغار بأنهم يعملون من أجل المال و أن علاماتهم أكثر أهمية مما يتعلمونه.
• مكافأة الجهد و التعلم : يجب على الأهل مكافأة أولادهم على الجهد الذي يبذلونه من أجل التعلم وليس على العلامات ، فإذا عمل اولادكم لساعات طويلة على مشروع علمي و كانوا يستمتعون بذلك يمكنكم اصطحابهم لحضور فيلم أو إلى تناول العشاء و دعوهم يعرفون أنكم رأيتم كم اجتهدوا و أنهم إذا استمروا بذلك و تحدوا أنفسهم لابد أن تأتي إليهم العلامات العالية .
في النهاية إن التركيز على الجهد و التعلم و مكافأة الأمانة و الاستقامة و كذلك البقاء على صلة بنشاطات اولادكم في المدرسة او الجامعة يمكن أن يساعد في تقليل الغش إلى الحد الأدنى و لنتذكر دوماً أن الأطفال يتعلمون ما يلقنون و يقلدون الكبار لذلك كونوا متأكدين من أنكم تمارسون ما تعظون به.