ما أخطر طريق في العالم ؟
يتم تحذير محبي المغامرة من الدراجين الباحثين عن الإثارة من كل أنحاء العالم عن مدى خطورة هذا الطريق، وهو طريق يونغاس في بوليفيا، لأن رياضة ركوب الدراجة الهوائية نزولاً على هذا الطريق الخطير الذي اكتسب شهرته عن جدارة "طريق الموت" هي من أكثر الرياضات مبالغة وخطورة في العالم، ولكن بالمقابل تعد أحد أكثر النشاطات الحيوية في بوليفيا.
ويعرف طريق شمال يونغاس بأنه "طريق الموت" لأن القيادة نزولاً أو صعوداً على هذا الطريق المتعرج الذي يبلغ طوله 69 كيلومتر خطرة جداً بسبب الضباب، والانزلاقات الأرضية، والشلالات الصغيرة، والمنحدرات التي تنخفض 610 أمتار عند كل منعطف. ونادراً ما يصل عرض الطريق إلى أكثر من 3 أمتار. وتقف العديد من التقاطعات كنصب تذكاري لأولئك الذين هلكوا في المكان، حيث لقى نحو (300) سائق حتفهم فيه حتى عام 1994، فلا عجب أن يطلق عليه هذا الاسم.
يصل هذا الطريق بين العاصمة البوليفية، لاباز، ومدينة كورويكو ويبدأ بالارتفاع حوالي 4650 م قبل أن يبدأ بالإرتفاع مرة أخرى بمسافة 1190 م.
يمتد هذا الطريق الذي تحيطه المناطق الجبلية إلى مسافة بعيدة ليصل غابات الأمازون المطيرة مع العاصمة. وكان التجار في الماضي يستخدمونه لإيصال سلعهم وأخشابهم الى المدينة، لكن المنعطفات الضيقة الحادة لا تتسع لمعظم أنواع الشاحنات أو الآليات التي كانوا يستخدمونها، لذا هوى الكثير من الشاحنات بمن فيها من البشر والسلع الى الوديان السحيقة المحيطة بهذا الطريق.
كان طريق شمال يونغاس حتى عام 2006م الخيار الوحيد للسفر من مدينة كورويكو إلى لاباز، ولم يكن أوسع من ممر واحد وتستخدمه كل الآليات التي تود القيام بهذه الرحلة، وأخيراً في عام 2009م، قامت الحكومة بإنشاء طريق جديد على سلسلة جبلية قريبة، يحوي مسارين وتتم صيانته بشكل جيد. كما أن طريق شمال يونغاس بذاته يحوي الآن مسارين للقيادة، وتعبيداً جيداً، وأنظمة تصريف، وحواجز أمان أيضاً، ومع ذلك ما زال الناس أحياناً يلاقون حتفهم هناك.
إن معظم الوفيات التي تحدث في الوقت الحاضر تنحصر بالعمال المحليين والرحالة الذين ما زالوا يستخدمون هذا الطريق الشهير. كما أن منظمي الجولات السياحية يقودون رحلات بالدراجات على طول الطريق، ويعتقد أن ما يزيد على عشرة دراجين قد فقدوا حياتهم هناك خلال العقد الماضي.