عندما يخطئ العلماء
يقول توماس أديسون: لم أفشل، ولكني فقط وجدت عشرة آلاف طريقة غير ناجحة.
هذه العبارة تلخص حقيقة أساسية عن واقع العلم. فالانجازات العلمية تتحقق عبر طريق معقد ملئ بالأفكار الخاطئة والتجارب الفاشلة. حتى ان الكثيرين من كبار العلماء تمسّكوا لسنين طويلة باعتقادات خاطئة. ومن أمثلة ذلك:
• الطبيب اليوناني جالينوس في القرن الثاني للميلاد قال ان الكبد هو الذي يدفع الدم للدوران في الجسم. وان الدم يتحرك في الجسم إلى الأمام والى الخلف، وانه يستهلك من أعضاء الجسم كوقود. وقد ساد هذا الاعتقاد حتى جاء وليام هارفي سنة 1628م ليوضّح دورة الدم في الجسم.
• الفلكي بطلميوس في القرن الثاني للميلاد، قال بأن الأرض هي مركز الكون، وان الشمس والقمر والكواكب تدور حولها. وقد ساد هذا الاعتقاد حتى جاء كوبرنيكس في القرن الخامس عشر ليقترح أن الأرض وسائر الكواكب تدور حول الشمس وحول نفسها.
• حتى آواخر القرن التاسع عشر لم يكن الجراحون يرون حاجة لغسل أيديهم قبل إجراء العمليات الجراحية، لذا كان معظم المرضى يصابون بالتهابات تؤدي غالبا الى وفاتهم.
• الفيزيائي فريد هويل اعتقد أن الكون لم يتطوّر بعد الانفجار الأعظم، لذا بقي على حاله، وسيبقى كذلك إلى الأبد.
• الفيزيائي وليام طومسون أو اللورد كلفن مؤسس الفيزياء الحديثة قدّر عمر كوكب الأرض بأقل من مئة مليون سنة.
• بالرغم من إثبات تجارب عديدة أن جزئ DNA هو مادة الوراثة، الا ان كثيرا من العلماء كانوا يؤكدون أن البروتينات هي التي تنقل الصفات الوراثية. ولم يتخلوا عن اعتقادهم هذا الا بعد أن جاء العالمان واطسون وكريك ليكتشفا في سنة 1953 م تركيب جزىء DNA